نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : شرف التضامن وعار الصمت والتهاون, اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 12:48 صباحاً
نشر في الشروق يوم 09 - 06 - 2025
وسط صمت وتهاون الأنظمة العربية والدولية تجاه حرب الابادة في قطاع غزّة، اختارت الشعوب الحرة العربية منها والغربية أن لا تكون متواطئة وان يكون لها شرف التضامن بدل عار الصمت والحياد.
رغم رمزيتها ، فإن قوافل التضامن مع شعب غزة الذي يتعرّض لإبادة جماعية مكتملة الاركان، يمثّل لحظة فارقة وحركة انسانية نبيلة أنقذت ما تبقى من الضمير الانساني للعالم الذي أصبح يقف عاجزا أمام الارهاب الصهيوني الذي لا حدود له، بل ويصنّفه الغرب خاصّة زورا وبهتانا على أنّه "دفاع عن النّفس".
البداية كانت مع السفينة "مادلين" التابعة لتحالف "أسطول الحرية" ، التي أبحرت من صقلية الأحد الماضي متجهة إلى قطاع غزّة المكلوم لإيصال مساعدات وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أعوام، وزاد إطباقا عقب اندلاع حرب الابادة الأخيرة في السابع من أكتوبر 2023.
لكن كعادته، مارس الاحتلال نفس الإرهاب مع سفينة "مرمرة"، حيث قال تحالف "أسطول الحرية"، أمس الاثنين، إن السفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة "تتعرض لهجوم" لتسيطر عليها لاحقا قوات اسرائيلية.
في الوقت ذاته وبينما تمّ احتجاز سفينة "مادلين" في الاراضي المحتلة، انطلقت، صباح أمس، قافلة "الصمود المغاربية" من العاصمة تونس في اتجاه قطاع غزّة ، في خطوة تضامنية تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، بمشاركة مئات الناشطين من مختلف بلدان المغرب العربي.
وتضم القافلة أكثر من 7 آلاف مشارك من تونس، والمغرب، والجزائر، وموريتانيا، وليبيا، وستعبر القافلة البرية الأراضي الليبية ومنها إلى مصر، قبل التوجه نحو معبر رفح الحدودي، في محاولة لإيصال مساعدات إنسانية إلى سكان غزّة المحاصرين.
سفينة "مادلين" و"قافلة الصمود المغاربية" هي تجسيد حي للهوة الشاسعة بين الشعوب والأنظمة، وهي أيضا رسالة تحدّ لغطرسة كيان إرهابي عجز العالم أجمع عن وضع حدّ لإبادته للشعب الفلسطيني طيلة عقود.
عندما سألت مذيعة احدى الشبكات الاعلامية التلفزيونية الغربية الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ ،خلال إبحارها على متن سفينة "مادلين" في رحلة "أسطول الحرية" إلى غزّة "لماذا تجرون هذه الرحلة الخطيرة للغاية؟"، ردّت ثونبرغ قائلة "لا يمكننا الاستسلام وسنُري الجميع أن العالم لم ينسَ فلسطين".
قطعا الشعوب الحرة والضمائر الحيّة لن تنسى فلسطين، مهما ارتكب الاحتلال من مجازر وقتل ودمار وتهجير، ومادامت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في ضمائر العالم الحرّ فإن الحرية آتية مهما طال الزّمن.
في المقابل يعجز الساسة والرؤساء والملوك على حدّ سواء في انهاء حرب الابادة وادخال المساعدات الانسانية وكسر الحصار عن القطاع، وكان اذلالا ما بعده إذلال قرار سُلطة الاحتلال الإسرائيلي منع وصول أربعة وزراء خارجيّة عرب ثلاثة منهم من دُوَلٍ مُطبّعة، إلى رام الله للقاء "الرئيس" الفِلسطيني محمود عبّاس.
من يهن يسهل الهوان عليه، وهوان الأمّة العربية وصل إلى قاع القاع، ولعلّ ما يحدث الآن في قطاع غزّة وفلسطين المحتلة عموما قد يكون مُقدّمة لتغيير هذا الوضع المُؤسف والمذل، واجتثاث كل الأنظمة المُستسلمة فاقدة الإرادة ودماء الحياء في شرايينها.
بدرالدّين السّيّاري
.
0 تعليق