نشر بوساطة حمزة بن خليفة في تونس الرقمية يوم 09 - 06 - 2025

في ظل تصاعد التوترات و تزايد التهديدات التي تستهدف مباني و موظفين فدراليين في مدينة لوس أنجلوس، قررت السلطات الأميركية تشديد إجراءاتها الأمنية.
و وفقًا لتصريح نقله مسؤول أميركي رفيع إلى وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، سيتم قريبًا نشر 500 جندي من مشاة البحرية في هذه المدينة الكبرى بولاية كاليفورنيا.
و يشمل هذا الانتشار وحدات متمركزة في قاعدة كامب بندلتون العسكرية و هي قاعدة كبرى تقع على بُعد نحو ساعتين جنوب لوس أنجلوس، بين مدينة سان دييغو وساحل المحيط الهادئ.
و ستُكلّف هذه القوات أساسًا بحماية الموظفين الفدراليين و المنشآت الخاضعة للسلطة الفدرالية، في وقت تم فيه تسجيل تهديدات متزايدة خلال الأيام الماضية، لا سيّما على هامش مظاهرات باتت تتسم بتوتر متصاعد.
و لم يحدد المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، مدة هذا الانتشار و لا تفاصيل التدخل الميداني للعسكريين.
إلا أنّ هذا القرار يأتي في إطار استراتيجية تهدف إلى تعزيز الحضور الأمني الفدرالي، في سياق اجتماعي هش يشهد تكرار المواجهات بين المتظاهرين و قوات الأمن في عدد من المدن الكبرى، على خلفية قضايا تتعلق بسياسات الهجرة، و العنف الشرطي و دور الوكالات الفدرالية.
ويُنظر إلى إرسال جنود من مشاة البحرية – و هي قوة عادةً ما تُستخدم في العمليات الخارجية – باعتباره إشارة قوية من البيت الأبيض، الذي يبدو أنه يسعى لاستعادة السيطرة على وضع تعتبره غير مستقر في بعض المراكز الحضرية الاستراتيجية.
تساؤلات مشروعة…
هذا الانتشار العسكري الاستثنائي يثير الكثير من التساؤلات. فبالرغم من أن حماية المباني الفدرالية تُعدّ أولوية من أولويات الأمن القومي، فإن اللجوء إلى الجيش على الأراضي الأميركية بغرض حفظ النظام المدني يبقى قرارًا ذا حساسية سياسية بالغة.
تاريخيًا، غالبًا ما تُفسَّر هذه التدخلات على أنها مؤشر على تراجع الحوار الديمقراطي، وانزلاق نحو منطق القسر المؤسساتي في مواجهة المطالب الشعبية.
و مع اقتراب الولايات المتحدة من واقع جديد غير مسبوق، قد يسهم شبح عسكرة الردود على الاحتجاجات الاجتماعية في تعميق الانقسام داخل البلاد بدلًا من تهدئة التوترات القائمة.

.