هل مازال دور الأديب حياً.. هل يُغيّر الكُتّاب في المجتمعات

الإمارات اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل مازال دور الأديب حياً.. هل يُغيّر الكُتّاب في المجتمعات, اليوم الأحد 22 يونيو 2025 11:59 مساءً

هل تغير دور المثقف في زمن العولمة والثورات الرقمية؟ وكيف يمكن للأدب أن يكون أداة للتغيير أو مرآة تعكس صورة الواقع وصوت المجتمع؟ وهل مازال دور الأديب حياً في المجتمعات العربية أمام سطوة الذكاء الاصطناعي؟ وما فرص المثقف العربي في رسم ملامح المستقبل الثقافي في عالمنا؟ «الإمارات اليوم» التقت نخبة من الأدباء لطرح آرائهم وتوقعاتهم حول دور الأديب والمثقف في المجتمع، وتأثيره في تطور المجتمع العربي، ووضع الحلول للمشكلات الكبرى، والإجابة عن أسئلة كثيرة تلاحق صنّاع النهضة والتطور ودفع عجلة التنمية في المجتمعات.

تطور القراءة

الأديب الجزائري، واسيني الأعرج، طرح السؤال الأهم بحسب اعتقاده، حول أي نوع من القراءة قد تراجع في عالمنا العربي، مؤكداً عدم وجود إحصاءات دقيقة أو مرصد عربي يتابع تطور القراءة حتى اليوم، حتى نستطيع بناء دراسات دقيقة بناء على هذه النتائج، قائلاً «هذا الأمر يمكن تحقيقه في دولة نموذجية مثل الإمارات التي تستطيع أن تتبنى وتقود هذا التوجه لنعرف بشكل دقيق لماذا مازال الجمهور يقرأ الأجيال السابقة من الكتاب والأدباء العرب الكلاسيكيين ممن تابعهم وعاش معهم، وما قدرة الأجيال الجديدة من الأدباء العرب على بناء علاقة مباشرة مع الجمهور في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، والظواهر الأدبية التي يتزاحمون على قراءة أعمالها»، مضيفاً «على الرغم من التنسيق الذي لم يكن قوياً بين الأدباء وأفراد المجتمعات العربية، إلا أن هذا التنسيق مازال باطنياً، ويظهر من خلال الملتقيات والمراسلات والتواصل، لذلك، نجد أن هناك جيلاً عربياً جديداً من الكتابة الروائية العربية لم يعد مقتنعاً بما كان يرسمه الكبار عن الأفكار، لهذا السبب أعتقد أن الرواية العربية تحاول أن تؤسس لها طريقاً جديداً».

وأوضح واسيني الأعرج أن الأديب في العالم العربي لم يعد داخل هذه الدائرة التي كانت تضيق عليه، وذلك بعد أن أصبح الالتزام شكلاً من أشكال «الإلزام»، قائلاً «أعتقد أن مطلب حرية التعبير أصبح كبيراً ومهماً بالنسبة للأديب والكاتب العربي، بعد أن أصبح من حقه أن يعيد النظر في المسلمات وفي التاريخ الذي تلقيناه، والذي لم يكن واقعياً دوماً، لذلك، أصبحت له وجهة نظر ككاتب يسهم في إعادة بناء الوعي وطرح إشكاليات مثل الحروب والإنسان، سواء من خلال موضوعات عربية أو موضوعات إنسانية لا تدعي أن تجلب معها الحلول أو تسهم في حل المشكلات الكبرى، لكنها تمنح في الوقت نفسه هذا المدى وهذا الإحساس الإنساني بالتطور والخروج من الدائرة الضيقة».

إحداث التغيير

ورداً على سؤال «الإمارات اليوم» حول أكبر التحديات التي تواجه الكاتب والمثقف العربي في أداء هذا الدور الحي، وإعادة تشكيل الوعي، والتغلب على هذه التحديات، أكدت الكاتبة والناقدة الإماراتية، مريم الهاشمي، أن حياة الوعي المنسابة والمتغيرة بأشكال متعددة، لا تجري في الذوات المختلفة بكيفية فردية، حيث لا يتجلى هذا الوعي إلا بكيفية خاصة للأشخاص والجماعات التي هي كيفيات تجلي العالم، قائلة: «ما تشهده البشرية من خيبات وخوف وموت وحروب وفساد، هو ما يدعونا لمحاربة أمية اللاوعي، فما حاجتنا إلى ذات تقرأ وتكتب، لكنها تقبع في متاهة داخلية لا تدرك معنى الحياة وقيمة ذاتها وغيرها، وهو التحدي الذي يواجهه الفكر في كل العصور، فمواجهة إحداث التغيير هي العقبة الأكبر في مجتمعات ارتضت التبعية بلا رؤية واضحة، وكأن الإنسانية أصبحت كلمة مغرية وبعيدة المنال».

الإبداع الموصول

أما الروائي المغربي، عبدالإله بن عرفة، فاعتبر أن قضية الالتزام الأدبي قد تغيرت منذ أن ظهرت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث تم الانتقال من صورة المثقف الكوني إلى صورة المثقف أو الأديب الخصوصي، مع خوصصة التمثيلية التي كانت في السابق شاملة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ليصبح كل شخص يعبّر عن نفسه بالصورة التي يراها، موضحاً «أمام هذه التحولات طوّر الكتاب والأدباء تقنيات جديدة في الكتابة تسمح لهم بأن يبقوا على صلة بمجتمعاتهم، وإبراز غنى تنوعها الثقافي وقيمها الناظمة، والالتزام الحضاري المنوط بهم دون التفريط طبعاً في مقتضيات الأدب حتى لا يتحولوا إلى مجرد أبواق للدعاية، وقد أضحى الأدب اليوم أكثر جدوى من ذي قبل إزاء هذه التحولات التي انتشر فيها التزييف والتنميط والاستلاب والإلحاق الثقافي بشكل كبير».

وحول تعريفه لمشروع الأدب الجديد، الذي يحقق تحولاً حقيقياً في وجدان المجتمع ومعرفته وسلوكه، قال الروائي المغربي «مقياس التحول يدركه القارئ حينما يقرأ عملاً أدبياً فيشعر بعمق هذا التحول في ذاته وفي تعميق معرفته وفي تغيير سلوكه إزاء قضية من القضايا، أي أنه أدب موصول وليس بأدب مفصول»، وأضاف «هذا الأدب يقدم شهادة حضارية، ويحصل نوع من التماهي بين القارئ والعمل بحيث إنه يتملّك ذلك العمل، وهذا ما نقصده بالإبداع الموصول».

سطوة الذكاء الاصطناعي

من جهته، أسهب الكاتب والروائي المصري، محمد المنسي قنديل، في الحديث عن الصفات التي يجب أن يتحلى بها الأديب أو المثقف ليكون صوتاً مؤثراً اليوم في مجتمعه، مؤكداً أن هدف كل كاتب أن يكون مؤثراً، وألا تضيع كلماته في الهواء، مضيفاً «هناك دوماً قرارات مسبقة وثقافة تقليدية حيث لا توجد ثقة في أي رأي جديد، لأن العديد من الناس يستمدون آراءهم من التراث، الذي يعتبرونه المصدر الوحيد الموثوق، لذلك على الكاتب أن يضاعف جهده مرتين، مرة للإفلات من قبضة التراث، ومرة أخرى لتحقيق أسلوبه الخاص»، متابعاً «هناك الكثير من الكتاب، لكن الذين يحظون بالثقة قليلون، فنحن بحاجة لكتاب يستشرفون المستقبل، ويقاومون إغراء الصورة والخضوع أمام سطوة الذكاء الاصطناعي، فالكتاب لم يعد المصدر الوحيد للمعرفة، ولكن العديد من المنصات يواصل تأثيره في العقول، وهذا هو الخطر الذي يهدد مستقبل العملية الإبداعية وينتزع منها الأصالة».

جوهر الإنسان

في معرض حديثها عن دور الأدب في حياتنا المعاصرة، قالت الكاتبة والناقدة الإماراتية، مريم الهاشمي، لـ«الإمارات اليوم»: «إنه يمكننا عن طريق الأدب أن نكون معبرين عن جوهر الإنسان في كل ذات، ذلك الجوهر الذي يمكن أن تدفنه الرتابة، لذلك، ولتكوين حضارة تتمتع بالتغير الإيجابي، لابد لها من إعمال الفكر، لأن التعاطي مع الأدب يعد بمثابة ممارسة قيمية تحمل معاني الحضارة من تقدم وتسامح وتعريف بالآخر وتقديمنا في الوقت ذاته للآخر».

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق