«الأنيميشن» العربي.. الجمهور يريد أعمالاً تروي قصصنا

الإمارات اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«الأنيميشن» العربي.. الجمهور يريد أعمالاً تروي قصصنا, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 12:44 صباحاً

أكد مختصون وعاملون في مجال «الأنيميشن» أن عدم وجود أعمال عربية مميزة تروي قصص مجتمعاتنا بالرسوم المتحركة، يعود إلى وجود خلل في المنظومة المتكاملة لهذه الصناعة، بدءاً من ضعف الدعم المادي، ووصولاً إلى الاستثمار في المواهب أو حتى التعليم الأكاديمي الذي يؤدي إلى ازدهار هذا الفن.

وشدد صناع «الأنيميشن» - الذين التقتهم «الإمارات اليوم» على هامش مؤتمر الرسوم المتحركة، الذي عقد أخيراً - على أهمية الانطلاق من القصص المحلية، وتقديم القضايا المرتبطة بعالمنا العربي، لأن تحقيق العالمية يأتي من الانطلاق من صفة المحلية.

منح الفرصة

وقال مؤسس «سمكة استوديو»، أحمد ثابت، إن هناك الكثير من المحاولات في العالم العربي الخاصة بإنتاج رسوم متحركة، وينبغي منح الفرصة للموهوبين لتقديم إبداعاتهم، مشيراً إلى أن انتشار الرسوم الغربية يعود إلى أن الجمهور ينجذب على نحو أكبر إلى كل ما هو ناجح.

وأوضح أنه يسعى باستمرار من خلال الاستوديو الخاص به إلى تقديم إنتاجات مختلفة، وبأفكار ورؤى جديدة، فالجمهور يحتاج إلى مشاهدة مُنتَج جميل، وهذا سيشجعه على متابعة المحتوى العربي والوثوق به، مشيداً بالتجارب البسيطة التي قدمت في المنطقة وكانت ناجحة، وحول المعايير الخاصة بالإنتاج في عالم الرسوم المتحركة، نوه ثابت بأن هناك مجموعة منها لابد من الالتزام بها، لتقديم عمل مميز، بدءاً من الشخصيات الحقيقية والابتعاد عن الشخصيات الخيالية التي لا تشبه الناس، مروراً بالقيام بالبحث الكافي من أجل تقديم محتوى يحمل الثقافة المحلية، من المباني والشوارع إلى العادات التي تلمس الناس، وأكد أهمية الاستثمار في الإنتاجات الخاصة بـ«الأنيميشن»، إذ إن هناك ضعف ثقة من قبل المنتجين في العالم العربي، الذي مازال ينظر إلى هذا الفن على أنه منتج خاص بالأطفال، وليس وسيلة كالسينما يمكن من خلاله تقديم الكثير من القضايا والأفكار، معتبراً أن عالمية العمل الفني تأتي من العناصر المحلية فيه.

حاجة إلى التطوير

من جهته، قال مدير وكالة الشارقة الأدبية، تامر سعيد، الذي يعمل على تحويل المحتوى إلى رسوم متحركة، إن عدم ابتكار الرسوم المتحركة الخاصة بالعالم العربي يرتبط بالاستثمار الطويل الأمد، سواء من الناحية المالية، أو حتى من ناحية الاستثمار في السردية العربية، وكذلك في الفن نفسه، لأن تطوير الرسوم المتحركة يتطلب الكثير من الجهود والمدارس، فهناك حاجة إلى العناية بهذا الفن وتطويره في الأكاديميات والجامعات، على أن يكون العائد المادي جيداً من المجال كي يصبح جاذباً.

وأشار سعيد إلى أهمية وجود مساحة لحرية التعبير والرأي من خلال الفن، لأن غياب القدرة على التعبير سيحد من الإبداع، فضلاً عن مجموعة من العوامل الأخرى المرتبطة بالمشكلات والاضطرابات في العديد من الدول العربية.

ورأى أن الحل يكمن في وضع إطار للعمل، سواء عبر وضع القوانين التي تحمي الحقوق وكذلك الاستثمارات وقوانين حقوق الملكية الفكرية، فضلاً عن المبادرات التي من شأنها الإسهام في ازدهار هذه الصناعة، واصفاً المحتوى الذي يقدم في العالم العربي بالجيد جداً، ولكن هناك حاجة إلى الاستثمار فيه، بدءاً من التسويق إلى التقديم وتجهيزه كي يتناسب مع التكنولوجيا الجديدة، معتبراً أن توفير المناخ الجيد يمكن من الوصول إلى إنتاج المحتوى القادر على المنافسة.

وأضاف سعيد أن الذكاء الاصطناعي سيترك أثراً كبيراً بالطبع على مجال الرسوم المتحركة، مع أن أحد تحديات هذه التقنيات هو عدم المعرفة بكيفية تطورها في الأيام المقبلة.

محاولات فردية

أما مؤسس شركة «زيز للإنتاج»، عبدالعزيز عثمان، فأشار إلى العديد من التحديات في العالم العربي لجهة إنتاج الرسوم المتحركة الخاصة بنا، ومن أبرزها، البحث عن المنتجين والمنصات الراغبة في الاستثمار الاستراتيجي بهذا المجال، والذي يستغرق الكثير من الوقت، وكذلك اكتمال المنظومة من الشركات القادرة على إنتاج الرسوم المتحركة بجودة عالية، وكذلك الموزعين، مروراً بالمواهب.

ولفت إلى أن هناك الكثير من الجهود المبذولة في المجال، ولكنها عبارة عن محاولات فردية، وغير مؤسساتية بشكل مستدام، ولم تبنَ بشكل تجاري صحيح، وحول وجود الكثير من المواهب في فن «الكوميكس» بخلاف مجال «الأنيميشين»، أكد عثمان أن الأخير صناعة معقدة، ويتطلب كادراً بشرياً كبيراً، فضلاً عن التداخل الكبير بين التخصصات، مشدداً على أهمية التعامل مع هذا المجال كصناعة حقيقية.

وعن ضعف الثقة بالاستثمار في إنتاج «الأنيميشين» أضاف: «إننا في حالة من الدوران بدوامة وجود الصناعة نفسها، فالمستثمر لا يريد الإقدام على صناعة غير مؤسسة بعد، وفي المقابل يبقى السؤال: كيف يمكن لهذه الصناعة أن تنهض في غياب الاستثمار؟».

واعتبر أن الاستراتيجية التي يمكن وضعها لتحسين «الأنيميشن» يجب أن تكون على أكثر من مستوى، أولاً بالمزيد من الصناديق الداعمة، خصوصاً لمحتوى الطفل، لأنه من الصعب المنافسة مع أنواع الإنتاجات الأخرى كـ«لايف أكشن» الذي يتطلب سنوات، كما يجب على الشركات أن تطور من نفسها، من خلال تقديم الإنتاجات القادرة على المنافسة عالمياً، وعدم التفكير فقط في مجال ضيق، علاوة على الحاجة لمزيد من المواهب، ليس على مستوى الرسم والتحريك فحسب، بل أيضاً في الجوانب الأخرى المكملة للإنتاج والتسويق.

«لايف أكشن»

من جهتها، رأت الرسامة وصانعة المحتوى، نوران عويس، أن الرسوم المتحركة كصناعة مازالت لم تنضج كما يكفي في العالم العربي، كما الحال في الغرب، ما يؤدي إلى ضعف الاستثمار فيها، فضلاً عن قلة الأكاديميات التي تدرس المجال، ما يؤدي إلى قلة القوة العاملة التي تتيح ازدهاره ونموه، وأشارت إلى أن الاستثمار يتجه، على نحو أكبر، إلى أفلام «لايف أكشن»، لأنها جاذبة للجمهور، وكذلك كون إنتاجها أقل كلفة وأكثر سرعة، منوهة بأهمية إنشاء منصة تجمع العاملين في «الأنيميشن»، توفر للفنانين التمويل، وكذلك تتيح للجمهور مشاهدة الأعمال المختلفة، سواء كانت من إنتاج شركات كبيرة أو حتى صغيرة مستقلة، فضلاً عن إيجاد المعاهد التي تسرع من عملية التعليم، وتشجع على الانضمام لهذا الميدان الواعد، وطالبت عويس بضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، خصوصاً من قبل الفنانين كي يتمكنوا من تحقيق نمو كبير في المجال الذي يتطلب العمل فيه نوعاً من المغامرة.

وأوضحت أنها كرسامة كانت دراستها الأساسية البرمجيات، ولكنها من خلال الدورات والتعليم المستمر، تمكنت من العمل على مشروعات متعددة، لافتة إلى أن المنصات العالمية والمعروفة التي تعرض الرسوم المتحركة مازالت لا تقدم الدعم الكافي للإنتاجات المحلية. وشددت على أهمية المزج في الإنتاجات بين العناصر المحلية، وكذلك ما يحمل سمة العالمية.

تعلم الأساسيات

من ناحيتها، أكدت الرسامة والفنانة البصرية، نورا زيد، أن هناك نقصاً في تعلم أساسيات عمل الرسوم المتحركة، مطالبة بأهمية الاستفادة من التجارب الغربية، سواء في أميركا أو اليابان، ثم العمل على كتابة القصص المحلية التي تعكس التاريخ العربي، بدلاً من الاستلهام من القصص الغربية التي لا تمت لواقع عالمنا بأي صلة.

وأضافت: «من الممكن اعتماد خطط بديلة في صناعة المحتوى، واللجوء إلى سؤال الجمهور حول القضايا التي يهتم بمشاهدتها وتقديمها بدلاً من تقديم أشياء لا تهمه».


محتوى خاص

تعمل الرسامة، نورا زيد، على تقديم محتوى خاص بالرسم و«الأنيميشين» عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرة أن الطريقة التي تقدم بها الرسوم الخاصة بها هي التي تصنع من خلالها المحتوى، لأن اللوحة نفسها ليست المحتوى، مع الإشارة إلى أنها تسعى إلى جعل الجمهور مشاركاً في صناعة المحتوى، ولفتت إلى أن هناك تفاعلاً كبيراً من الجمهور مع «الأنيميشين» التي تبدل شكلها مع الوقت، مشددة على أن العديد من العاملين بالمجال في الغرب يعانون تهديد الذكاء الاصطناعي، واعتبرت أن أبرز التحديات في المجال هو عدم ظهور الكثير من المواهب بسبب النواحي المادية، خصوصاً أنها تفاصيل لا تدّرس، ويمكن اختبارها من خلال العمل.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق