"القلب الكبير" تُعيد النبض إلى وحدة الطوارئ في مستشفى القديس جاورجيوس ببيروت

الإمارات اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"القلب الكبير" تُعيد النبض إلى وحدة الطوارئ في مستشفى القديس جاورجيوس ببيروت, اليوم الأربعاء 28 مايو 2025 05:25 مساءً

أعلنت "القلب الكبير"، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم ومقرها الشارقة، عن الانتهاء من أعمال ترميم وإعادة تأهيل وتوسيع وحدة الطوارئ والصدمة في المركز الطبي التابع لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي في بيروت، بتمويل كامل من حملة "سلام لبيروت" التابعة للمؤسسة، وبتكلفة بلغت 2.36 مليون دولار أمريكي (نحو 8.7 مليون درهم). جاء ذلك خلال حفل التدشين الرسمي للجناح المُرمم في العاصمة اللبنانية (أمس الثلاثاء).
ويأتي هذا المشروع استكمالًا لجهود ترميم وتجديد واحدة من أقدم وأعرق المؤسسات الطبية في لبنان، والتي كانت من بين المرافق الصحية الأكثر تضررًا جرّاء انفجار مرفأ بيروت في عام 2020؛ حيث يُعد إنجاز إعادة تأهيل وحدة الطوارئ والصدمة خطوة محورية في مسار تعافي قطاع الرعاية الصحية الأساسية في البلاد، واستعادة قدرته على تقديم خدماته الحيوية لنحو 40 ألف مريض سنويًا، بما يعكس قوة التضامن الإنساني الدولي في مواجهة الأزمات، ودعم المجتمعات المتأثرة بالكوارث.
وتضم الوحدة المجددة أحدث التجهيزات والتقنيات الطبية، إلى جانب توسعة في القدرة الاستيعابية، وتعزيز مرافق رعاية حالات الصدمة، وإنشاء قسم جديد مخصص للأطفال، ما مكّن المركز الطبي في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي من استعادة طاقته التشغيلية الكاملة للمرة الأولى منذ وقوع الانفجار. وقد صُمّمت وحدة الطوارئ والصدمة وفق أعلى معايير السلامة والكفاءة وسهولة الوصول، لتكون قادرة على مواجهة الأزمات المستقبلية وتعزيز منظومة الرعاية الصحية في بيروت.

استجابة إنسانية من الشارقة إلى بيروت
وقد أسفر انفجار المرفأ عن أكثر من 150 قتيلًا وآلاف الجرحى، وتسبب في تشريد ما يقارب 300 ألف شخص، فيما كان المركز الطبي التابع لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي من بين أكثر المؤسسات تضررًا، إذ تعرض المستشفى، الذي يُعد ركيزة أساسية في منظومة الرعاية الصحية اللبنانية ويعود تاريخه إلى 147 عامًا، لأضرار هيكلية وتشغيلية جسيمة أثرت بشكل كبير على قدرته على الاستجابة الطبية خلال الأزمة.

واستجابةً لهذه الأزمة، وجّهت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير والمناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بإطلاق حملة "سلام بيروت"، التي جمعت أكثر من 30 مليون درهم لدعم جهود التعافي. وقد مثّل ترميم وتجديد وحدة الطوارئ والصدمة في المركز الطبي التابع لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي حجر الأساس في هذه المبادرة، لضمان استعادة المستشفى لدوره الحيوي كخط حياة لسكان لبنان.
وأُقيم حفل افتتاح وحدة الطوارئ والصدمة بحضور المتروبوليت إلياس عودة، مطران بيروت وتوابعها؛ و القائم بالأعمال في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في الجمهورية اللبنانية؛فهد سالم الكعبي، و عضو المجلس الاستشاري لمؤسسة القلب الكبير؛مريم الحمادي، و مدير مؤسسة القلب الكبير؛ علياء عبيد المسيبي، و المدير التنفيذي العام لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي في بيروت؛ الدكتور مروان النجار، و المدير الطبي؛ الدكتور صلاح الشويري، إلى جانب عدد من الشخصيات البارزة من مؤسسة القلب الكبير والمستشفى، بالإضافة إلى نخبة من خبراء الرعاية الصحية والدبلوماسيين والشركاء الإقليميين.
 الكرامة الإنسانية
وقالت مدير مؤسسة القلب الكبير، علياء عبيد المسيبي،  خلال كلمتها في حفل الافتتاح، إن  إمارة الشارقة تواصل التزامها الراسخ تجاه لبنان، مشيدة بصمود شعبه، وأضافت: "تحمل هذه المبادرة رسالة محبة وتضامن من إمارة الشارقة، بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، إلى الشعب اللبناني الشقيق الذي واجه الأزمات بالصبر والكرامة والاعتزاز".
وأضافت: "وحدة الطوارئ والصدمة التي أُعيد تأهيلها وتوسيعها ليست مجرد منشأة طبية تم تجديدها، بل تجسيد حقيقي لإيماننا بأن العمل الإنساني لا يكون عابرًا، بل مستدامًا، يعيد للناس حياتهم وكرامتهم. فمنذ اللحظة الأولى لانفجار مرفأ بيروت، لم تكن مشاهد الدمار مجرد صور عابرة، بل كانت نداءً إنسانيًا استوجب الاستجابة. ومن هذا النداء، وُلدت مبادرة (سلام لبيروت)، التي أطلقتها سمو الشيخة جواهر القاسمي، لتكون جسرًا صادقًا يربط بين الواجب والشعور، وبين الإمكانات المتاحة والمسؤولية المُلقاة على عاتقنا، بحسّ من الالتزام والرغبة الجادة في الاستثمار في أنظمة لا تعيد فقط تقديم الخدمات، بل تمنح الناس شعورًا بالاستقرار والكرامة. واليوم، مع افتتاح هذا المشروع، نقف إلى جانب مجتمع بأكمله، نعيد إليه نبضه ونستثمر في مستقبله".
 الدكتور جوزيف وهبي، رئيس هيئة الأطباء ورئيس وحدة الطوارئ والصدمة في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي: هذا المشروع رسالة إنسانية نبيلة تعيد الأمل إلى قلوب أهل بيروت.

فخر واعتزاز
من جهته، قال رئيس هيئة الأطباء ورئيس وحدة الطوارئ والصدمة في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي الدكتور جوزيف وهبي، : "يمثل اعادة تأهيل وترميم وتوسعة وحدة الطوارئ والصدمة لحظة فخر واعتزاز لجميع العاملين في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي. فقد كان المستشفى من بين أكثر المؤسسات تضررًا جراء الانفجار المأساوي الذي هزّ مرفأ بيروت في الرابع من آب عام 2020، مما أدى إلى توقفه الكامل عن العمل لأول مرة منذ تأسيسه عام 1878. ورغم حجم الكارثة، لم نفقد العزيمة؛ إذ بفضل التفاني والإصرار من جميع أفراد الطاقم الطبي والإداري، تمكّنا من استئناف العمل عبر وحدة طوارئ مؤقتة خلال فترة زمنية قياسية لم تتجاوز أسبوعين.
وأضاف الدكتور جوزيف: "واليوم، بفضل الدعم الكريم الذي قدّمته مؤسسة القلب الكبير، وبدعم وتوجيه من رئيستها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، نفتتح وحدة طوارئ متقدمة ومتكاملة، مجهّزة بأحدث المعايير الطبية والتقنية، لتستأنف دورها الحيوي في خدمة أكثر من 40 ألف مريض سنوياً. إن هذا المشروع لا يقتصر على إعادة بناء مرفق طبي، بل يجسّد رسالة إنسانية نبيلة، ويعيد الأمل إلى قلوب أهل بيروت."
وبعد المراسم الرسمية للافتتاح، تجوّل الضيوف في مرافق الوحدة، وشاهدوا فيلماً وثائقياً يستعرض رحلة التحوّل من الدمار إلى التعافي. كما شملت فعاليات الحفل الكشف عن لوحة تذكارية تحمل اسم "مؤسسة القلب الكبير"، تقديراً لمساهمتها وتعبيراً عن امتنان المركز الطبي لشراكتها المستمرة. واختُتم الافتتاح بحفل استقبال حضره نخبة من قياديي قطاع الرعاية الصحية والدبلوماسيين والشركاء الإقليميين، الذين وحّدوا جهودهم والتزامهم المشترك لإعادة بناء لبنان بكرامة وتعاطف وأمل.
وقد تم الإعلان عن مشروع إعادة تأهيل وحدة الطوارئ والصدمة في ديسمبر 2020، ضمن حملة "سلام لبيروت"، وكان من المخطط إنجازه خلال بضعة أشهر، إلا أن تداعيات انفجار مرفأ بيروت، وتزامنها مع أزمة كورونا العالمية، تسبّبت في تأخير التنفيذ، حيث جرى إعادة توظيف أجزاء من المستشفى للاستجابة الفورية للحالات الطارئة خلال الأزمة. وعلى الرغم من التحديات، واصل المركز الطبي تقديم خدماته للمجتمع عبر إنشاء مرفق مؤقت للطوارئ، ساهم في إنقاذ حياة العديد من المرضى والمصابين.

 

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

أخبار ذات صلة

0 تعليق