تواصل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج العربي إثارة الاهتمام الإقليمي والدولي، خاصة مع دخوله اليوم الثالث من جولته السياسية التي تخللتها لقاءات موسعة مع مسؤولين خليجيين وممثلين عن قطاعات اقتصادية وعسكرية. إلا أن أكثر ما خطف الأضواء لم يكن برنامج الزيارة الرسمي، بل تصريحات ترامب المثيرة التي أطلقها خلال حديثه مع الصحفيين.

تصريحات ترامب تفتح باب الحديث عن أوكرانيا وروسيا

في لقاء غير رسمي مع مجموعة من الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية التي تقلّه خلال الجولة، ألمح ترامب إلى إمكانية حضوره اجتماعًا "محتملًا" في تركيا، يجمع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقد صرّح قائلاً إن الرئيس بوتين "يرغب في وجودي هناك"، واصفًا الأمر بأنه "احتمال قائم". هذه التصريحات فُهمت على أنها إشارة إلى محاولة ترامب لعب دور الوسيط أو على الأقل إظهار تأثيره على الصعيد الدولي.

البيت الأبيض يرد على الجدل المتصاعد

لكن الجدل لم يدم طويلًا حتى جاء الرد من البيت الأبيض، حيث أكّد مسؤولون رسميون أن الرئيس السابق دونالد ترامب لن يشارك في أي محادثات بين الجانبين الأوكراني والروسي في تركيا، واضعين بذلك حدًا للتكهنات التي أثارها تصريح ترامب، الذي بدت عليه ملامح الثقة والرمزية. وقد فسّر مراقبون هذا التباين بين التصريحات بأن ترامب لا يزال يسعى إلى الحفاظ على صورته كفاعل سياسي عالمي رغم خروجه من البيت الأبيض.

تكهنات حول أهداف ترامب من التصريح

يرى عدد من المحللين أن تصريحات ترامب حول مشاركته في مفاوضات أوكرانيا تأتي ضمن استراتيجية إعلامية معتادة تهدف إلى إعادة تسليط الضوء عليه في سياقات دولية معقدة. كما تشير التقديرات إلى أنه يحاول توظيف زيارته للخليج كمنصة لتوجيه رسائل غير مباشرة تتعلق بمواقفه السياسية وأدواره المستقبلية، خاصة في ظل الحديث المتصاعد حول الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة.

زيارة ترامب تتجاوز الأطر التقليدية

ورغم أن برنامج الزيارة شمل مباحثات مع قادة خليجيين حول ملفات الطاقة والدفاع والتعاون الاقتصادي، فإن تصريحاته عن أوكرانيا وروسيا غطت على باقي تفاصيل الزيارة. ويبدو أن ترامب، بخبرته الطويلة في إدارة الأزمات الإعلامية، يدرك تمامًا كيف يوجه الاهتمام العالمي نحو تصريحاته وتواجده، حتى في قضايا لا يملك دورًا رسميًا فيها. وتبقى زيارته مرصودة بدقة من قبل المحللين، لا سيما مع استمرارها أيامًا إضافية في عدد من العواصم الخليجية.