نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حسين السلامة .. رجل الظل الذي يستعين به الشرع لتوحيد سوريا وملاعبة إسرائيل, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 02:45 صباحاً
تكليف غير مفاجئ.. لكنه مليء بالدلالات ..في خطوة تُعد مفصلية في المشهد السوري المتوتر، أصدر الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع قرارًا بتعيين حسين السلامة، المعروف بلقبه الحركي "أبو مصعب الشحيل"، رئيسًا لجهاز الاستخبارات العامة خلفًا لأنس خطاب، الذي تسلم وزارة الداخلية، القرار لم يكن مفاجئًا تمامًا، فالحاجة إلى شخصية تجمع بين الخبرة الأمنية، المعرفة العشائرية، والفهم العميق للخريطة السورية، جعلت السلامة الخيار الأكثر منطقية في هذا التوقيت الحرج.
رجل المهام الصعبة بين داعش وقسد والعشائر
السلامة ليس اسمًا جديدًا في أروقة الأمن السوري. فالرجل كان فاعلًا في مواجهة تنظيم داعش في الشرق، ومفاوضًا محوريًا في الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الشمال، كما كان حاضرًا في فض نزاعات عشائرية دامية مثل تلك التي شهدتها بلدته الشحيل في سبتمبر 2024.
مسيرته بدأت كأحد أوائل المنتسبين لجبهة النصرة، ثم قياديًا بارزًا في هيئة تحرير الشام، قبل أن ينضم للحكومة السورية الجديدة عقب سقوط نظام بشار الأسد، ويتولى لفترة قصيرة منصب محافظ دير الزور والرقة والحسكة، لكن مهمته الكبرى بدأت حين كُلّف بترؤس لجنة المفاوضات مع قسد، في اتفاق تاريخي وُقّع في مارس 2025.
سلامة.. من السلاح إلى السياسة
ولد حسين السلامة في بلدة الشحيل بدير الزور، لأسرة تنتمي إلى قبيلة العكيدات ذات النفوذ الواسع شرق سوريا. بدأ حياته من مقاعد معهد المراقبين الفنيين ودبلوم الإدارة والاقتصاد، قبل أن ينتقل إلى العمل العسكري بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011.
خبراته المتراكمة بين الفصائل، ومعرفته بتعقيدات الشرق السوري، مكنته من التعامل بمرونة مع قضايا كبرى مثل محاربة داعش، واحتواء النزاعات الطائفية، وإدارة توازنات دقيقة بين العشائر والنفوذ الكردي، وهو ما أكسبه ثقة الشرع الذي قرر منحه مفاتيح الجهاز الأمني الأهم في البلاد.
ملف معقّد بانتظار المعالجة
يبدو أن اختيار السلامة في هذا التوقيت يحمل دلالات تتجاوز الوظيفة الأمنية، فمصادر خاصة أكدت أن تعيينه يأتي ضمن استراتيجية شاملة لإعادة بسط السيطرة السورية على مناطق الجزيرة السورية، التي تشمل الرقة ودير الزور والحسكة. كذلك، فإن ملف محاربة داعش لم يُغلق بعد، مع ظهور مؤشرات على إعادة نشاط خلايا التنظيم في البادية السورية، ما يستدعي قيادة ذات باع طويل في مواجهة هذا النوع من التهديدات.
رضى أمريكي وتحدٍ إيراني
الدوائر الغربية، خاصة الأمريكية، قد تجد في تعيين السلامة خطوة إيجابية نظرًا لسجله ضد داعش، لكن الملف الإيراني سيبقى التحدي الأخطر، إذ تشير تقارير إلى محاولات طهران توسيع نفوذها في شرق سوريا، وهنا يُتوقع أن يستخدم السلامة خبرته وشبكاته العشائرية في منع هذا التمدد، مع تعزيز الحضور السوري المركزي في المناطق التي لطالما عرفت الانقسام والفراغ الأمني.
حسين السلامة لا يُعد مجرد رجل أمن، بل فاعل سياسي وعشائري وعسكري يجيد اللعب في المناطق الرمادية. تعيينه رئيسًا للاستخبارات يأتي في مرحلة مفصلية من تاريخ سوريا، وهو اختبار كبير لقدرة الشرع على بناء جهاز دولة يواكب تعقيدات الداخل السوري، ويحاكي تطلعات الخارج.
حسين السلامة، أبو مصعب الشحيل، رئيس الاستخبارات السورية، أحمد الشرع، العكيدات، الشحيل، داعش، قسد، هيئة تحرير الشام، الاستخبارات العامة السورية، الوضع الأمني في سوريا، صراعات العشائر، دير الزور، الرقة، الحسكة، الاتفاق مع قسد، سوريا الجديدة، التنظيمات الجهادية، إعادة بناء سوريا، الأمن السوري، التعيينات الجديدة سوريا، أخبار سوريا اليوم.
0 تعليق