نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أين اختفى موسم عيد الاضحى؟, اليوم الأحد 15 يونيو 2025 01:09 مساءً
رصدت "الجمهورية أون لاين" في هذا التحقيق أبرز آراء النقاد حول أسباب وجود فيلمين فقط هذا الموسم، ومدي خطورته علي السينما المصرية، وأيضاً رؤيتهم للموسم بشكل عام والمنافسة بين العملين.
أين المبدعون؟
أكدت الناقدة ماجدة موريس علي ان وجود فيلمين فقط في موسم عيد الاضحي يعتبر تراجعاً كبيراً للسينما المصرية، وخاصة انها كانت في بعض المواسم تصل المنافسة فيها إلي 14 و 15 فيلماً، لذلك "مصيبة "كبيرة ان يصل الأمر إلي فيلمين فقط، فكيف نصل لهذا ونحن لدينا كم كبير من المبدعين وأصحاب الخبرة في كل المحافظات.
أضافت:" الخوف من القادم بأن يصل الأمر إلي وجود فيلم وحيد، فهذه من أكبر الأزمات التي تخص الشعب المصري وعلاقته بالفن، إذ إنها أصبحت حديث الجمهور، لكنها تمر أحيانًا بشكل عادي دون اتخاذ خطوات واضحة لمعالجتها، البعض يري أن الأمر عادي. لذلك هذا يشعرني بالحزن، خصوصًا أن مصر أول بلد رأت السينما بعد باريس، ولا نريد أن نصل لتلك المرحلة ".
أشارت إلي دور المتتجين الذين اختفوا من علي الساحة الفنية، وأصبحت الأعمال المسيطرة هي فقط الكوميدية المتشابه والتي تعتمد علي "الأفشات"، موضحة ان هذا ما يتم تقديمه فقط مؤخراً بالسينما.
كما أكدت موريس ان التصوير في مصر أصبح به أزمة كبيرة، بالإضافة إلي ضرورة تعديلات لقانون الرقابة، وقالت: "للأسف هناك قوانين صارمة لا بد من تعديلها، كما أوضحت المخرجة هالة خليل إنه إذا وافقت الرقابة علي سيناريو، ولم يتم تصويره خلال عام، تصبح الموافقة لاغية، فلماذا هذا التعنت؟ وخاصة ان أزمة وجود منتج يستغرق وقتاً طويلاً.
أضافت موريس: وأيضاً مشكلة التصاريح في الأماكن العامة والشوارع والمطارات، جميعها تستغرق وقتا حتي يتم الموافقة عليها، بالإضافة لفرض رسوم كبيرة جداً تصل لآلاف الجنيهات في الساعة، فيجب ان يكون هناك حل لهذه الأمور، لإنه ليس من المعقول ان نظل نصور داخل الشقق والبيوت.
وشدّدت موريس علي أهمية دعم الإنتاج السينمائي وتوفير بيئة مواتية لصناعة الأفلام، من أجل الحفاظ علي مكانة السينما المصرية وريادتها في المنطقة، وخاصة ان مصر صاحبة التاريخ السينمائي الوحيد.
"جيل زي وألفا"
اتفقت معها الناقدة أمنية عادل مؤكد ان وجود فيلمين فقط في العيد كان أمراً غريباً بالنسبة لها، وخاصة مع وجود أفلام جاهزة للعرض ولكن يتم تأجيلها في اللحظات الأخيرة، كما أوضحت انه ذكاء من صناع "سيكو سيكو" اختياره ان يعرض علي منصة رغم إيراداته الكبيرة التي مازال يحققها في دور العرض، مؤكدة انه تم بيعه في فترة نجاحه وانه مازال يريد الجمهور مشاهدته، إذ ان عروض المنصات أصبحت أيضاً مرتبطة ومرهونة بالمواسم.
قالت عادل :" فيلم "مشروع اكس" كان محبطاً للغاية، رغم ميزانيته الضخمة، وتصويره في أكثر من دولة مختلفة حيث تنقل الجمهور من خلاله عبر الفاتيكان والسلفادور وإيطاليا، إلا إنني كنت اتسائل طوال الفيلم ما الهدف منه "عايز تقول اية؟.. اية الدافع اللي عند المخرج عشان يعمله؟".
أضافت: "للأسف الفيلم به أزمة درامية كبيرة، والسيناريو غير مفهوم هدفه، فهو فيلم استعراضي للأموال إننا قادرين علي السفر لأكثر من بلد، كما تن طريقة إخراج بعض المشاهد متشابهه مع أفلام أجنبية أخري، إذ كانت تحاكي الأجنبي، وهذا الأمر لا يكفل نهائياً نجاح الفيلم.
أشارت أمنية إلي إنها لم تشاهد فيلم "ريستارت" لتامر حسني حتي الان، إلا إنها تري ان العلامة المميزة انه ليس تأليف تامر حسني، حيث بيتعاون مع ايمن بهجت قمر وإخراج سارة وفيق، والتي تعتبر المخرجة الرفيقة معه في أفلامه الأخيرة، لانها تحقق دائما رؤيته السينمائية التي يريدها.
كما أوضحت ان هناك عدد من الأفلام الجاهزة للعرض، مثل "روكي الغلابة"، "زوجة رجل مش مهم"و "أحمد وأحمد"، هذه الأفلام كان لابد نزولها في موسم العيد، ولكن فضل منتجيها تأجيل نزولها، بسبب المتغيرات السياسية والاحداث المحيطة بها، إذ تخوفوا من طرحها بهذه الفترة، رغم ان تجربة "سيكو سيكو" تثبت عكس هذا التفكير وتؤكد ان الجمهور يريد أفلام سينمائية وما زال يحب الذهاب للسينما، وتحقق الأفلام إيرادات عالية.
أكدت أمنية ان نجاح فيلم "سيكو سيكو "حتي الان سواء في دور العرض أو تحقيقه أرقاماً قياسية أثناء عرضه علي المنصة، لانه موجه لجيل بعينه، وأبطاله من هذا الجيل، لذلك لابد ان يتفهم المنتجين انه لابد من تحديد الفئة المستهدفة للفيلم، لان الأجيال الحالية مختلفة تماماً، فحاليا نتعايش مع جيل " زي وألفا"، فلا بد ان تخاطب الأفلام التي تقدم حالياً هذه الأجيال بشكل ذكي.
الاهتمام بالشكل عن المضمون
ونفس الأمر رأته الناقدة مها متبولي التي أوضحت ان وجود فيلمين في العيد يعد "كارثة" حقيقية، بالإضافة إلي ان العملين لم يكونا علي مستوي عال من المضمون، إذ اعتمد "المشروع اكس" علي ابهار الجمهور بالإنتاج والتصوير ومشاهد الاكشن والحركة والتفجيرات والمطاردات، ولكن كل هذا جاء علي حساب المضمون.
قالت : "فبدلا من التناسق بين جميع العناصر الفنية، إلا ان الاهتمام ذهب برمته إلي الشكل الفني، لنجد انفسنا امام محاولة لاستنساخ نموذج سينمائي أجنبي، حتي صار العمل عبارة عن مجموعة من المشاهد غير المبررة والفاقدة للتفاعل مع المشاهدين، وكأنها مجرد لوحات بصرية لا رابط بينها، تفتقد أحيانا للمنطق، بل تكاد تخرج الفيلم من طبيعته الدرامية ليكون أقرب الي الرصد والتوثيق".
ونفس الأمر مع "ريستارت" الذي سيطر فيه الفنان تامر حسني علي جميع عناصر بدءً من الانتاج حتي التمثيل ومرورا بالغناء واختيار الأبطال، ولا نجد لمخرجة الفيلم سارة وفيق أي حضور يذكر في العمل مما يفتح المجال لكثير من الانتقادات.
ورغم حضور مؤلف العمل أيمن بهجت قمر في ادارته للفكرة العامة أو الخط الرئيسي للأحداث وحرصه علي أن تكتمل دائرة الصراع في الفيلم، الا ان العمل يعاني من عدم الترابط في مشاهده، كما يقع الفيلم في كثرة الاستظراف من خلال الايفيهات والجمل والالفاظ الجريئة.
ضعف الإقبال
بينما أكد الناقد عصام زكريا علي أن التنافس بموسم العيد لم يعد بالقوة نفسها كما في السابق، مشيرًا إلي أن العوائد باتت تتركز في فيلم أو اثنين فقط. بينما تعاني باقي الأعمال من ضعف الإقبال.
وأوضح "الجمهور حاليًا يركّز علي فيلم واحد، وإذا لم يجد مكانًا لمشاهدته قد يضطر لحضور فيلم آخر، لكن في النهاية الإقبال يكون محدودًا، خاصة مع عودة الناس سريعًا للدراسة والعمل، وهو أمر يؤثر علي إيرادات باقي الأفلام في الأيام التالية للعيد.
وتابع: "بعض الأفلام لا تنتهي من مراحل تصويرها أو تجهيزها في الوقت المناسب للحاق بموسم العيد، ما يدفع منتجيها للبحث عن مواسم بديلة، وهو ما أثبت نجاحه أخيرًا، في العامين الماضيين رأينا أفلامًا كانت خارج موسم الأعياد وحققت نجاحات ملحوظة مثل فيلمي "الهوي سلطان" و"6 أيام".
وأشار إلي أن المنتجين أصبحوا أقل حرصًا علي المنافسة في موسم العيد، وبدأوا في توزيع أفلامهم في أوقات أخري مع التركيز علي المنصات الإلكترونية وسوق التوزيع في الخليج.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق