نشر المرشد الإيراني علي خامنئي تغريدة على منصة "إكس" قال فيها: "أولئك الذين يعرفون تاريخ إيران وشعبها، يدركون أنّ الشعب الإيراني عصيٌّ على الاستسلام".

جاءت تغريدة خامنئي بالتزامن مع موافقة إيران على وقف الحرب مع إسرائيل، بأوامر من الولايات المتحدة التي قصفت المنشآت النووية الإيرانية فجر الأحد، أي قبل نحو 48 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وردّ عليه الكاتب الفلسطيني جهاد الترباني بمنشور مطوّل وصف فيه كلام خامنئي بـ"الغرور"، مشيرًا إلى أنه يعرف تاريخ إيران جيدًا، ثم استعرض سلسلة من الهزائم والاستسلامات التي قال إنها شكّلت محطات مفصلية في التاريخ الإيراني.

وسرد الترباني سلسلة من الوقائع التاريخية التي قال إنها تمثّل محطات هزيمة واستسلام في التاريخ الإيراني، شملت معارك قديمة مثل بلاتيا ضد الإغريق عام 479 ق.م، والهزيمة أمام الإسكندر الأكبر في معركتي إسوس وغوغاميلا، إضافة إلى الانهيارات التي لحقت بالإمبراطوريتين الإخمينية والساسانية على يد المسلمين في القرن السابع، كما أشار إلى الغزو المغولي، والهزيمة أمام العثمانيين في جالديران، ثم الخضوع للقوى الاستعمارية في القرن العشرين.

وفي سياق حديثه عن التاريخ المعاصر، أشار الترباني إلى ما اعتبره "هزيمة لإيران" في سوريا، متهمًا طهران بـ"التخلي عن مرتزقتها"، وكذلك إلى "استسلام" القيادة الإيرانية أمام الولايات المتحدة في عام 2025، بعد أيام من القصف، دون تحقيق أي مكاسب لغزة، حسب قوله.

وقال الكاتب الفلسطيني، مخاطبا المرشد الإيراني: "استسلمتم لتحالف المقاومة اليونانية بقيادة القائد الاسبرطي باوسانياس في معركة بلاتيا عام 479 ق.م. وهرب إمبراطوركم المغرور زركسيس من اليونان وانسحبتم من اليونان تجرون أذيال الهزيمة".

وأضاف: "استسلمتم في عقر داركم للإسكندر الأكبر بعد هزيمتكم في معركة إسوس 333 ق.م ومعركة غوغاميلا 331 ق.م. وانهارت إمبراطوريتكم الأولى (الإخمينية) وبدلا من أن تقاوموا المحتل حاول كهنتكم إقناع الإسكندر الأكبر أنه إله معبود على عكس جنوده اليونانيين الذين رفضوا الفكرة لأنهم أحرار لم يتعودوا على عبادة البشر مثل أجدادك".

وتابع: "القرن السابع: استسلمتم للروم البيزنطيين بعد أن هزمكم الإمبراطور هرقل في معركة ديالى في العراق عام 627 ووقعتم وثيقة استسلام مهينة للرومان وتنازلتم عن الشام وأراضي واسعة للرومان. القرن السابع: استسلمتم لأجدادنا الصحابة والتابعين الأبطال سيف الله المسلول خالد بن الوليد وخال رسول الله سعد بن أبي وقاص وجدنا البطل المثنى بن حارثة الشيباني بعد هزيمتكم في سلسلة من المعارك: ذات السلاسل والقادسية ونهاوند ونهر الدم وهرب إمبراطوركم كسرى يزدجرد إلى آسيا وانهارت إمبراطوريتكم الثانية (الساسانية)".

وواصل: "القرن الرابع عشر: استسلمتم للمغول وكانت بلادكم مقرا لهولاكو والدولة المغولية الإلخانية قرابة قرن من الزمان دون مقاومة، على عكس المماليك الأبطال الذين تصدوا للمغول في مصر والشام وحرروها".

وزاد: "القرن السادس عشر: استسلمتم للعثمانيين بعد أن هزمكم السلطان القاطع سليم الأول في معركة جالديران بعد أن دنس أجدادك الصفويين قبر الإمام أبي حنيفة فسحقكم سليم الأول ودمر الجيش الصفوي واحتل تبريز".

واستطرد: "القرن العشرين: استسلمتم للإنجليز والروس واستسلم شاهكم رضا للإنجليز وترك العرش ولجأ لجنوب أفريقيا بناء على أوامر الإنجليز بعد أن نصبوا ابنه العميل مكانه.

1988: استسلم سلفك الخميني وتجرع السم للعراق وأرجع مرغما ما احتله".

وإشارة إلى ما جرى في سوريا، قال الكاتب الفلسطيني مخاطبا خامنئي: "2024: استسلمتم في سوريا لأبطال الشام تحت قيادة القائد الفاتح الجولاني أحمد الشرع الذي سحق جيوش مرتزقتكم بأيام معدودة وأسرعتم بعدها بالهروب من الشام تاركين مرتزقتكم خلفكم دون أن تحموهم أو حتى تنقلوهم لطهران. وفي 2025: استسلمتم لأمريكا بعد يومين فقط من ضربها لكم وتركتم غزة دون أن تتفاوضوا حتى على إدخال الطعام لأهلها بعد أن خدعتم الناس بأنكم تحاربون لنصرتها!".

وختم الترباني منشوره بتوجيه رسالة إلى خامنئي جاء فيها: "تاريخكم مخزٍ مليء بالهزائم والاستسلامات وجرائم بحق المسلمين في العراق وسوريا والأحواز... تفاخَر بتاريخنا الإسلامي العظيم، وارجع للإسلام الصحيح، لعلّ الله يغفر لك أنهار دماء الأبرياء المسلمين اللي سالت بسببك، فإن الإسلام يجبّ ما قبله". وفق تعبيره.