طبيبة تتفاجأ بجثامين ”أطفالها التسعة” بينما كانت تعالج الجرحى في غزة

المشهد اليمني 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طبيبة تتفاجأ بجثامين ”أطفالها التسعة” بينما كانت تعالج الجرحى في غزة, اليوم السبت 24 مايو 2025 06:51 مساءً

كانت الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار تقف بين أروقة مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة المحاصر، تواسي أماً فقدت رضيعها في غارة إسرائيلية، غير مدركة أن قلبها على موعد مع ما هو أشد فجيعة. هناك، في غرفة الطوارئ، كانت جثامين أطفالها التسعة تصل تباعًا، محمولة على نقالات محترقة، بلا ملامح، بلا رؤوس، وقد اختلط الرماد بلحمهم الصغير.

تقول فرق الدفاع المدني إن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت منزل العائلة في منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس، تسببت في دمار كامل للمنزل واندلاع حريق هائل، خلّف مشهدًا مرعبًا لا يشبه إلا مقابر النار. وتمكنت الطواقم من انتشال تسعة جثامين لأطفال محترقين بالكامل، فيما أُصيب زوجها، الطبيب حمدي النجار، بجروح خطيرة، بينما يقاتل طفلهما العاشر، آدم، من أجل الحياة في غرفة العناية المركزة.

وداع لم يكتمل

لم يكن صباح الجمعة استثنائيًا لآلاء، حين ودعت أطفالها العشرة عند الباب، قبل أن تقلها سيارة زوجها إلى المستشفى. لكن وداعها ذاك كان الأخير. وبينما كانت تمارس عملها في إنقاذ أطفال آخرين، كان الموت يزحف إلى بيتها، تاركًا صمتًا لا يُحتمل.

شهود العيان وصفوا المشهد بمزيج من الحيرة والذهول، إذ سقط صاروخ أول لم ينفجر، تلاه ثانٍ بدقة قاتلة دمّر المنزل بمن فيه. لم يُترك مجال للهروب، ولا فرصة لصرخة نجاة.

تكنولوجيا القتل تعرف من في الداخل

قالت الطبيبة سهير النجار، ابنة شقيقة الطبيب حمدي، في تصريح صحفي، إن الجيش الإسرائيلي يعلم تمامًا من يقطن ذلك المنزل، "يعرف أنهم أطفال، أكبرهم لم يتجاوز 12 عامًا، وأصغرهم رضيع في شهره السادس، ويعلم أن الأب طبيب يُعالج جرحى القصف... لكنه استهدفهم عمدًا".

بصوت مكلوم، روت أن جثامين الأطفال وصلت إلى المستشفى متفحمة، وبعضها بلا رؤوس، حتى أنهم لم يتمكنوا من وداعهم الأخير أو تقبيل جباههم. سبعة جثامين فقط انتُشلت من تحت الأنقاض، فيما بقي اثنان تحت الركام ساعات طويلة.

القلب يتمزق والجسد الطبي ينهار

في منشور رسمي، أكد الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، أن الطبيبة آلاء النجار، اختصاصية الأطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر، فقدت تسعة من أبنائها في تلك الغارة، بعد لحظات من مغادرتها المنزل إلى عملها الإنساني.

وأوضح أن أسماء الأطفال التسعة الذين ارتقوا هي: يحيى، وركان، ورسـلان، وجبـران، وإيـف، وريفـان، وسيدين، ولقمان، وسيدرا، في حين يصارع الطفل آدم الموت في العناية المركزة، برفقة والده المصاب.

وقال البرش: "هذا ما يعيشه الطاقم الطبي في غزة. لم يعد القصف يميز بين ممرض وطبيب، بين سرير علاج ومهد رضيع. نحن لا نخسر كوادرنا فقط، بل نخسر عائلات بأكملها".

دعوات بالقتل... وصواريخ تنفذ الأمر

تأتي هذه الجريمة بعد ثلاثة أيام فقط من دعوة أطلقها موشيه فيغلين، زعيم حزب "زيهوت" اليميني وعضو الكنيست السابق عن حزب الليكود، عبر القناة 14 العبرية، قال فيها صراحة: "كل طفل، كل رضيع في غزة هو عدو".

صاروخ الجمعة كان، إذن، تنفيذًا حرفيًا لتلك الدعوة المحرّضة. التكنولوجيا الدقيقة للجيش الإسرائيلي لم تخطئ، بل اختارت أهدافها بدقة: طفلًا تلو الآخر، حتى أكملت التسعة.

دماء الأطفال.. وقود حرب الإبادة

تتواصل المجازر في قطاع غزة وسط قصف عنيف، خصوصًا في مدينة خان يونس، التي تحوّلت إلى مسرح دائم للدمار منذ أسابيع، في سياق حرب تُنفذ على وقع دعم أمريكي مطلق.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتلت إسرائيل بدعم أمريكي، أكثر من "176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح"، معظمهم من النساء والأطفال، مع وجود أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين بلا مأوى.

أخبار ذات صلة

0 تعليق