القاعدة في اليمن.. خطاب ”غزة” الدعائي يكشف عن تراجع تنظيمي وعجز استراتيجي

المشهد اليمني 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القاعدة في اليمن.. خطاب ”غزة” الدعائي يكشف عن تراجع تنظيمي وعجز استراتيجي, اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 12:43 صباحاً

في ظهور إعلامي باهت، أعاد زعيم تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب باليمن، سعد العولقي، إنتاج الخطاب الكلاسيكي المعهود لجماعته، مُحاولاً استغلال المأساة الإنسانية في قطاع غزة لتلميع صورة التنظيم المتآكلة داخلياً وضعيفة التأثير على الساحة الجهادية.

وخصص العولقي، الذي تولى قيادة التنظيم رسمياً في مارس/آذار 2024، نصف ساعة من خطابه لبث مشاهد مؤثرة لأطفال فلسطين في غزة، ضمن محاولة اعتبرها مراقبون مجرد دعاية إعلامية تفتقر إلى الجدية والرؤية الاستراتيجية، وتهدف إلى استثمار الغضب الشعبي العربي والإسلامي لإعادة تنشيط حضور التنظيم في المشهد اليمني والإقليمي.

استنساخ روايات الماضي

يرى متابعون أن الخطاب لم يقدم جديداً سوى إعادة تدوير النصوص والأفكار التي روّج لها مؤسسو القاعدة كعبدالله عزام وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري، حيث تم التركيز على مفردات مثل "الجهاد العالمي"، ووجوب نصرة الفلسطينيين، والدعوة إلى حمل السلاح، في محاولة لربط قضية غزة بالصراعات المحلية والدولية تحت غطاء أيديولوجي.

غير أن لافتة مهمة في هذا الخطاب كانت تجاهله الكامل لمليشيات الحوثي الإيرانية، رغم العلاقة العملية والتنسيق غير المعلن بين الطرفين منذ سنوات. وهو ما يشير إلى محاولة متعمدة من العولقي لإظهار نوع من "الاستقلالية"، بينما تبقى الشراكة الضمنية قائمة على الأرض.

ستار دعائي لتغطية العجز

بدلاً من طرح استراتيجية جديدة أو تحديد أهداف واضحة، اكتفى العولقي بخطاب انفعالي، دعا فيه إلى مظاهرات واحتجاجات وتعطيل للطرق العامة، وهي أساليب لا تتناسب مع الخطاب التقليدي للتنظيمات الإرهابية التي اعتادت على العمليات النوعية والانغماسية.

كما دعا إلى اقتناء السلاح من قبل القبائل وتمويل ما سماها "ساحات الإعداد"، وهو ما يُظهر مدى الأزمة المالية والتنظيمية التي يمر بها الفرع اليمني للقاعدة، والذي يعاني من ضعف البنية التحتية وانحسار الدعم المحلي.

إفلاس فكري وتنظيمي

الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، محمد بن فيصل، أكد أن هذا الخطاب هو "دليل واضح على الإفلاس الفكري والتنظيمي" للتنظيم، مشيراً إلى أنه "طابع انفعالي ودعائي أكثر من كونه طرحاً عسكرياً أو أمنياً متماسكاً".

وأضاف بن فيصل، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن "التحول من العمليات العسكرية النوعية إلى التحريض على الفوضى المدنية يدل على ضعف الاستراتيجية وانحسار القدرات"، مرجحاً أن يكون الخطاب قد مر بمراجعة أو حتى إشراف مباشر من قبل مستشارين إيرانيين، في إشارة إلى التدخلات الطويلة لطهران في المشهد اليمني.

تيار واحد باسم "المقاومة"

من جانبه، ربط الباحث اليمني سعيد الجمحي بين خطاب العولقي ونهج مليشيات الحوثي، قائلاً إن الطرفين باتا جزءاً من "تيار مقاومة وهمي يستخدم قضية غزة كذريعة لتسويق نفسه سياسياً وشعبياً".

وأوضح الجمحي أن "العولقي لا يمكنه مواجهة الحوثيين أو إيران علناً بينما يعمل على نفس الأجندة، وهي استغلال الانفعالات الجماهيرية لتحقيق بعض الزخم الإعلامي والجماهيري".

وأشار إلى أن "الغضب الشعبي ضد الحرب في غزة يوفر أرضاً خصبة للتجييش، وهذا ما دفع العولقي للظهور في هذا التوقيت تحديداً، ليُظهر للرأي العام أن القاعدة ما زالت موجودة ولو على المستوى الدعائي فقط".

اتفاق عملي مع الحوثيين

وتؤكد تقارير أممية أن العلاقة بين القاعدة والحوثيين لم تتوقف طوال السنوات الثلاث الماضية، بل شملت اتفاقاً عملياً بعدم الاعتداء المتبادل، ما يعزز فرضية أن خطاب غزة ما هو إلا غطاء سياسي لخدمة أجندات مشتركة، تتجاوز الحدود اليمنية إلى المنطقة برمتها.

ويبدو أن التنظيم يحاول عبر هذه الدعاية الصعود من جديد على سلم التأثير، لكن دون أن يملك القدرة على تقديم مشروع حقيقي أو استقطاب حقيقي، مما يجعله محصوراً في زاوية الرمزية الكلامية، بعيداً عن أي فعل تنظيمي أو عسكري مؤثر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق