نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل يصل الإشعاع النووي من الضربات على إسرائيل أو إيران إلى مصر؟, اليوم الأحد 22 يونيو 2025 07:51 مساءً
في سياق متصل بالتوترات الإقليمية الأخيرة بمنطقة الشرق الأوسط، شنت الولايات المتحدة الأمريكية، عدة ضربات عسكرية استهدفت منشآت نووية إيرانية رئيسية لتخصيب وتحويل اليورانيوم، مستخدمة قنابل ثقيلة لاختراق الحصون الصخرية.
فيما أوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن النشاط الإشعاعي المحيط بخارج هذه المنشآت لم يسجل ارتفاعًا ملحوظًا حتى الآن.
هل تهدد مصر برياح الإشعاع؟
طمأنت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية، المواطنين بأن مصر لن تتأثر مباشرة بالضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية اليوم.
وقالت الهيئة في بيان لها، إن أنظمة الرصد الإشعاعي المتطورة لم تسجل أي تغيرات في مستويات الإشعاع، مشيرة إلى أن الدول المجاورة لإيران لم تبلغ عن أي ارتفاع في الخلفية الإشعاعية.
وتكثف الهيئة عملها على مدار الساعة لمتابعة التطورات بالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والجهات الوطنية المعنية، مستخدمة منظومة الإنذار المبكر التي تعتمد على أحدث تقنيات الرصد.
وفي هذا السياق، يرى الخبير النووي د. أمجد الوكيل، الرئيس الأسبق للهيئة المصرية للطاقة النووية، أن المسافة البعيدة بين إيران ومصر (أكثر من 2,200 كم) تقلل بشكل كبير من احتمال وصول إشعاعي إلى الأراضي المصرية.
وقال الوكيل، إن اتجاه وسرعة الرياح، وكمية الإشعاع المنبعثة، كلها عوامل تجعل التأثير على مصر شبه مستحيل.
ما مدى خطورة الضربات على المنشآت؟
تستهدف الضربات عادة المناطق العلوية في منشآت التخصيب، مثل نطنز وفردو، وليس قلب المفاعل تحت الأرض .
في تصريح له، قال رامون غروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن هناك احتمالًا بسيطًا لتسرب كيماوي أو إشعاعي محدود داخل المفاعل، لكنه أكد أن مستويات الإشعاع خارج المنشآت لا تزال طبيعية .
جدير بالذكر أن ضربة مباشرة للمفاعل الحي، مثل بوشهر، قد يخلّط نوعًا مختلفًا من السيناريو الإشعاعي، لكن حتى الآن لم يُستهدَف هذا المفاعل .
إسرائيل: تحصين مدني وتجديد الملاجي
في داخل إسرائيل، أجبرت موجات الصواريخ القادمة من إيران آلاف المواطنين على اللجوء للملاجئ أثناء انطلاق الصفارات الحمراء.
في هذا الإطار، أكد مسؤولون أن الجهات الحكومية ستخصص ميزانية ضخمة لتحديث الملاجي، خصوصًا الملاجي الأقدم منها مثل: المقاهي تحت الأرض، محطات المترو، وقبوّات البنايات القديمة.
جدير بالذكر أن "ماما" و"ميكلا" (الملاجئ المنزلية والمجتمعية) بنيت لتحمل الصواريخ التقليدية وأثبتت قدرتها على مواجهة صواريخ الإيرانية البالستية .
كما شهدت الملاجي تحت محطات القطار، مثل محطة رمات غان وتل أبيب الخفيفة، إقدام المواطنين على المبيت والغذاء داخلها لمدة أيام .
تكاليف ضخمة لتحديث البنى التحتية
في ضوء ضربات إيران المتكررة، أعلنت الحكومة الن فقد مليارات الدولارات لتحديث الملاجي القديمة.
وفي تصريحات متصلة لرئيس بلدية أحد الأحياء، فإن المشروعات تشمل: تركيب أنظمة تنقية هواء، تعزيز الجدران، زيادة مساحات الغرف، وربطها بشبكات الطوارئ.
جدير بالذكر أن هذا الإنفاق يهدف إلى تأمين الملاجي ضد الصواريخ البالستية المتوسطة، وليس فقط الضربات الجماعية التقليدية.
قال د. فابيان هينز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: الضرر في نطنز وفردو قد يعيق البرنامج النووي الإيراني نحو عام كامل.
في السياق نفسه، أكد ديفيد ألبرايت، أحد كبار خبراء الأسلحة النووية: إسرائيل استطاعت ضرب العقول الحقيقية خلف البرنامج، وتدمير أجهزة الطرد المركزي .
توازن هش وأمان مصري مطمئن
في الختام، يجدر التأكيد أن مصر ليست في خطر عملي من ناحية وصول إشعاعي في الوقت الراهن، نظرًا للمسافة الجغرافية والظروف الجوية المعقدة.
بالتزامن مع هذا، فإن الحصانة الإقليمية تعتمد غالبًا على تطور الوضع في إيران وإسرائيل، وما إذا ستطال الضربات منشآت تصفية المياه أو توليد الطاقة النووية (كتلك في بوشهر).
وفي الوقت نفسه، تشهد إسرائيل حملة دعم مالي وبشري لتأمين الملاجي وتجهيزها لاستيعاب مزيد من المدنيين حال استمرّت الحالة الأمنية.
0 تعليق