نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من يدفع ثمن الحرب في اليمن؟, اليوم الاثنين 26 مايو 2025 07:23 صباحاً
مأساة تُروى بلغة الأرقام وصمت العالم
في اليمن، لم تكن الحرب فقط بين أطراف متصارعة، بل كانت فصلًا دامياً من تاريخٍ طويلٍ يتقاطع فيه الجوع بالنفط، والموت بالمصالح، والمواقف الإنسانية بالإحداثيات الجوية.
منذ العام 2015، تحوّلت البلاد إلى مسرح معقّد، يختلط فيه الداخل بالخارج، وتتشابك فيه الأيادي “الداعمة” مع الغارات، والبيانات الرسمية مع صرخات الأطفال تحت الأنقاض.
لغة الأرقام لا تُجامل:
• أكثر من 25,000 طلعة جوية، بعضها جاء بسرعة الضوء، وبعضها حمل رسائل “أمنية” لا تُقرأ إلا من الأعلى.
• ما لا يقل عن 100,000 قنبلة، منها أنواع “ذكية جدًا”، لكنها أخطأت كثيرًا حين اختارت أسواقًا ومدارس ومنازل.
• نحو 500,000 إنسان فقدوا حياتهم، بين رصاصة مباشرة، ومرض كان يمكن علاجه لولا أن الطريق إلى المشفى كان محاصرًا.
من أشعل النار ثم جلس بعيدًا؟
قد يظن البعض أن الحرب شأن محلي، لكنها أكبر من ذلك بكثير.
هناك من “قدّم المساعدة الفنية” بصمت، وهناك من “زوّد الحلفاء بالتقنيات”، وهناك من “راقب المشهد” عبر الأقمار ثم أعاد برمجة بعض الخرائط. كل هذا تم باسم “مكافحة التهديدات”، لكنها تهديدات سقط تحتها أطفال وأمهات، ولم تسقط معها الأهداف المزعومة.
وهناك من وقّع العقود، ومن صادق على الشحنات، ومن قال: “نحن قلقون” بعد كل قصف.
والضحايا؟
• ملايين نزحوا داخل حدود وطنهم، بلا خيمة ولا صدى.
• مدن اختُزِلَت إلى ركام.
• جيل نشأ في حضن الرصاص، يقرأ في كتب التاريخ عن السلام كما لو كان خرافة.
في النهاية: من يدفع الثمن؟
يدفعه من لا يملك حسابات بنكية خارجية، ولا حماية دبلوماسية، ولا ناطق رسمي يتحدث باسمه.
يدفعه من كُتب عليه أن يكون مجرد “رقم” في تقرير أممي.
يدفعه من لا يعرف ما تعنيه كلمة “تحالف”، لكنه يعرف صوت الطائرة قبل أن تُرى.
0 تعليق