استشارية نفسية لسرايا: زواج المشاهير ينقلب إلى تصفية حسابات علنية يدفع ثمنها الأطفال والمجتمع

وكالة أنباء سرايا الإخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
استشارية نفسية لسرايا: زواج المشاهير ينقلب إلى تصفية حسابات علنية يدفع ثمنها الأطفال والمجتمع, اليوم السبت 31 مايو 2025 01:34 مساءً

سرايا - قالت الاستشارية النفسية الأسرية والتربوية حنين البطوش، في تصريح خاص لسرايا، إن زواج المشاهير لم يعد مجرد علاقة شخصية بين طرفين، بل تحول إلى عرض علني محكوم بتوقعات الجمهور، وعقود تجارية، وصورة مثالية يتم تسويقها، مضيفة أن الانفصال في هذا السياق لم يعد قرارًا شخصيًا، بل معركة إعلامية تستغل فيها الحياة الخاصة لكسب تعاطف المتابعين.

 

وأضافت البطوش أن الخصوصية في حياة المشاهير أصبحت ترفًا نادرًا، مشيرة إلى أن الكاميرات تلاحقهم في كل خطوة، مما يجعل قصص الحب والزواج لديهم غالبًا ما تنقلب عند الطلاق إلى صراعات علنية واتهامات متبادلة. وأوضحت أن "العلامة الشخصية" التي تُبنى حول الثنائي المشهور تتضرر بانفصالهما، ما يدفع كل طرف للدفاع عن سمعته حتى لو كان الثمن كشف تفاصيل الحياة الزوجية أمام العلن.

 

وأكدت البطوش أن وسائل الإعلام تلعب دورًا كبيرًا في تضخيم هذه الخلافات، موضحة أن "منشورًا عابرًا أو تلميحًا بسيطًا قد يتحول إلى عنوان مثير"، مما يُشعل فتيل صراع إعلامي يجعل من الطلاق حملة علاقات عامة لا تخلو من محاولات للظهور بمظهر "الضحية" أمام الجمهور.

 

وحذرت البطوش من أن بعض المشاهير لا يكتفون بالتصريحات العامة، بل يكشفون عن خلافات خاصة جداً مثل الخيانة أو النزاعات المالية، متسائلة: "أين كانت هذه الخلافات عندما كانت صور الحب تُنشر يوميًا؟ وهل كان ذلك الحب حقيقيًا أم مجرد تمثيل لإرضاء المتابعين؟"

 

وتابعت البطوش في حديثها لسرايا: "الطلاق بين المشاهير تحوّل إلى محتوى رقمي يُستهلك على منصات التواصل الاجتماعي، ويُستغل فيه الألم الشخصي كوسيلة لكسب التعاطف أو تصفية الحسابات"، مؤكدة أن هذا الواقع يدفعنا لإعادة النظر في طريقة تفاعلنا مع حياة الآخرين، خاصة حين نجهل الكثير من التفاصيل التي تُخفى خلف الكواليس.

 


وحذّرت من الآثار السلبية على الأطفال قائلة: "عندما يصبح الطلاق مادة إعلامية، يكون الأطفال هم الضحايا الصامتون. فالأثر النفسي عليهم لا يتوقف عند انفصال الأبوين، بل يتفاقم بتدخل الإعلام والجمهور في حياتهم الخاصة". وأشارت إلى أن الطفل يفقد خصوصيته في مرحلة حرجة، وقد تتشوه نظرته للعلاقات الصحية بسبب ما يراه من خصومة علنية بين الأبوين.

 

وأضافت البطوش أن بعض المشاهير يستخدمون الأطفال كأدوات لكسب تعاطف الجمهور، من خلال منشورات وصور تُظهر أحد الطرفين كبطل مقابل الآخر كمهمل، معتبرة أن هذا التلاعب العاطفي يُفاقم من معاناة الأطفال، ويدفعهم لتحمّل أعباء نفسية تفوق قدراتهم.

 

وشددت البطوش في حديثها لسرايا على ضرورة "إبقاء الأطفال خارج معركة الشهرة"، مؤكدة أن "وراء كل منشور أو تصريح هناك قلوب صغيرة تتألم بصمت، وتحتاج إلى حماية لا إلى استغلال"، مشيرة إلى أن احترام خصوصيتهم مسؤولية أخلاقية تقع على عاتق الجميع: من المشاهير إلى الإعلام إلى الجمهور.

 


كما دعت البطوش الأسرة إلى غرس مفاهيم الاحترام والخصوصية، وعدم الانخداع بالبريق الظاهري للعلاقات، مشيرة إلى دور المدرسة في تعزيز الوعي النقدي لدى الطلبة ليتمكنوا من التمييز بين الواقع والعرض الإعلامي. وأضافت: "على الإعلام أن يتحلى بالنزاهة والمسؤولية، وألا يُحوّل قصص الطلاق إلى وسيلة لكسب الترند على حساب الكرامة الإنسانية."

 

وختمت البطوش تصريحها لسرايا بالقول: "قد يبدو زواج المشاهير كقصة خيالية، لكنه عندما ينتهي، يتضح أن الشهرة لا تحمي من الألم، بل قد تزيده قسوة. والدرس الأهم هو أن الاحترام عند الانفصال لا يقل أهمية عن الحب في البدايات... فهو ما يبقى في الذاكرة، ويُحافظ على الكرامة، خصوصًا حين يكون هناك أطفال أو جمهور يتابع التفاصيل عن كثب".

 


أخبار ذات صلة

0 تعليق