نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جريمة مروعة في البريقا: إطلاق نار من داخل مسجد يُودِي بحياة شاب بريء, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 02:03 صباحاً
في واقعة مأساوية تثير الحزن والغضب، كشف المواطن عمر باحميش ، أحد أطراف القضية المرتبطة بملف أرض مسجد بمديرية البريقا بمحافظة لحج، عن تفاصيل جديدة ومثيرة حول مقتل الشاب إسلام علوي محمد حسون ، الذي اُغتال صباح اليوم إثر إطلاق نار كثيف من داخل المسجد الواقع في منطقة النزاع.
وقال باحميش في تصريحات صادمة: "وصلني الأخ إسلام علوي حدود الساعة الثامنة صباحاً إلى منزلي، وأخبرني أن الشيخ علوي (والد الفقيد) يطلب مني فتح جوالي، فقمت على الفور وتواصلت مع الشيخ علوي الذي أبلغني بأن قضية الأرض المتنازع عليها ما زالت منظورة لدى نيابة الأموال العامة، وأنها تحولت من نيابة البريقا، ولا تزال قيد النظر".
وأضاف: "أخبرني الشيخ علوي بأن مجموعة من المطاوعة، الذين وصفهم بـ'مغتصبي الأرض'، قد نزلوا إلى الموقع يقومون بأعمال بلطجة، ولما كنا قد دخلنا في القضية بموجب وكالة رسمية من المالك الحقيقي وهو والد المرحوم إسلام، فقد كان من واجبنا التصدي لهذه الفتنة، وحقن الدماء، ومنع الناس من الوقوع في الصراعات".
وتابع باحميش قائلاً: "فور سماعي لذلك، غادرت منزلي متوجهاً إلى موقع الأرض الواقع في منطقة الحسوة، آملاً في العثور على شخص عاقل يمكن الحديث معه، لأوضح لهم أن القضية لا تزال منظورة أمام القضاء، ولا حاجة لإثارة الفتن أو خلق المشاكل"، مشيراً إلى أنه كان يحمل ملف القضية الكامل معه وقت الحادثة.
وأشار إلى أنه بمجرد وصوله إلى محيط الأرض، وجد عدداً من الأطفال وكبار السن بالقرب من الموقع، وقال لشبابه إنهم سينزلون لفحص طبيعة العمل الجارية، وإن كانوا بصدد تنفيذ أعمال رسمية أم مجرد تعدي عشوائي، على أن يتم بعدها التواصل مع وحدة حماية الأراضي وإبلاغهم بالموضوع، وتصوير الأعمال لتكون هناك مادة دليلية للجهات المختصة، وهو ما تم بالفعل.
لكن ما لم يكن في الحسبان، حدث بعد ذلك بشكل مأساوي.
قال باحميش وهو يذرف الدموع: "ما إن نزلت من السيارة وخطوت أول خطوة على الأرض، حتى انهال علينا وابل من الرصاص بشكل جنوني وكثيف، لم أكن أتوقعه أبداً. لم أجد أحداً أمامي من الأشخاص الذين يفترض أنهم في الموقع، لكنني شاهدت الرصاص يخرج من داخل المسجد مباشرة. في تلك اللحظة، شعرت أن السماء انهارت على رؤوسنا... لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم."
وأوضح أن الفقيد إسلام حاول التراجع إلى الشارع العام، وهو يصرخ "تصوبت.. تصوبت"، مشيراً إلى أن الأخير لم يكن يتوقع هذا المصير أيضاً، فحاول باحميش الإمساك بيده لإنقاذه، لكن القدر كان أسرع.
وقال باحميش: "المقصود هنا كانت تصفية شاملة لنا، وليس مجرد اعتداء عشوائي. كيف يُقتل الإنسان باسم الدين؟ كيف يُستخدم بيت من بيوت الله كموقع لإطلاق النار وتصفية الخصوم؟ من المسؤول عن هذه العقول المتطرفة؟ وأي فكر هذا الذي يُبيح الغدر والخيانة تحت ستار المقدس؟"
وأكد أنهم منذ بداية النزاع، سعوا للحل السلمي، وجلسوا مع الأطراف المعنية في جلسات ودية، وأوضحوا أن الأمر لو كان يتعلق بـ"بيت الله"، فإنهم مستعدون للتراجع والبحث عن حلول توافقية، "لكننا لن نقبل إطلاقاً أن يُستخدم العنف والبلطجة كوسيلة لفرض وجهة النظر".
وفي تصريح مؤلم، كشف باحميش عن كلام قاله له القائم على المسجد قبل نحو عام ، حيث قال إنه يريد أن "يُصاب مالك الأرض بصدمة، ويقع في مشاكل مع الأمن"، وهو ما دفع باحميش حينها إلى اتخاذ موقف واضح، حيث قال: "منذ تلك اللحظة، قررت أن أبعد المالك الحقيقي عن هذه الفتنة، وسلكت طريق القانون حصراً، من خلال الشرطة، ثم النيابة، ثم الجلسات الصلح العرفية والودية".
لكنه استطرد بحزن: "للأسف، بدلاً من الاستجابة للحوار، أعدّ إمام المسجد كميناً مميتاً، مخططاً فيه لنا الغدر والخيانة والتصفية الجسدية، وفيه فقدنا أرواحاً بريئة، بينها روح إسلام التي لن ننسى تضحيته".
وختم باحميش تصريحاته بالدعاء إلى الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، قائلاً:
"فلذلك لا يسعني إلا أن أقول: لله الأمر من قبل ومن بعد، وإن لله وإن إليه راجعون، ونسأل الله أن يتقبلك شهيداً في جنات النعيم."
0 تعليق