فوز صعب للمنتخب المغربي على نظيره التونسي العنيد وأداء يطرح عدة تساؤلات قبل "كان 2025"

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فوز صعب للمنتخب المغربي على نظيره التونسي العنيد وأداء يطرح عدة تساؤلات قبل "كان 2025", اليوم السبت 7 يونيو 2025 01:43 صباحاً

خرج المنتخب المغربي مساء الجمعة بانتصار صعب أمام نظيره التونسي على أرضية الملعب الكبير بفاس، في مباراة ودية حملت بين طياتها مؤشرات فنية مقلقة، ورسائل تكتيكية تحتاج إلى قراءة عميقة، خاصة وأن العد التنازلي لانطلاق كأس إفريقيا للأمم التي ستحتضنها المملكة قد بدأ بالفعل.

النتيجة النهائية (2-0) لا تعكس حقيقة ما جرى فوق أرضية الميدان، حيث بدا "أسود الأطلس" في الشوط الأول بوجه باهت وافتقاد واضح للانسجام، وسط غياب شبه كلي للحلول الهجومية. كثرة التمريرات الخاطئة وغياب البناء السلس من الخلف، إضافة إلى الاعتماد المفرط على التمريرات العرضية العقيمة، أظهرت هشاشة منظومة اللعب المغربية أمام دفاع تونسي منظم ومنضبط.

من الطبيعي أن يكون لغياب عدد من الأسماء الأساسية تأثير مباشر على الأداء، فمحور الدفاع افتقد لقائد من حجم نايف أكرد، في حين أن غياب الثنائي نصير مزراوي وإبراهيم دياز حرم المنتخب من العمق الفني والربط بين الخطوط. ومع ذلك، فإن هذا لا يعفي الطاقم التقني من مسؤولية تقديم بدائل جاهزة تكتيكياً، قادرة على تعويض الغيابات وفرض أسلوب المنتخب، وهو ما لم يتحقق في الساعة الأولى من اللعب.

الانتقادات طالت أيضاً الأداء الفردي لعدد من اللاعبين، أبرزهم إسماعيل الصيباري وإلياس بن صغير، اللذان ظهرا بوجه باهت، إذ سقط الأول في التمريرات المقطوعة، فيما بالغ الثاني في الفرديات دون مردود حقيقي على مستوى صناعة الفرص.

لكن الصورة بدأت تتغير مع بداية الشوط الثاني، بعد دخول الثنائي سفيان رحيمي وأيوب الكعبي، حيث تحسن الإيقاع الهجومي وبدأ المنتخب في خلق فرص حقيقية، توجت بهدف أول من توقيع أشرف حكيمي في الدقيقة 80، إثر ركلة ركنية نفذت بإتقان. ثم جاء الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع، بلمسة رائعة من الكعبي بعد تمريرة ذكية من الوافد الجديد مروان سنادي، مهاجم أتلتيك بيلباو، الذي سجل أول ظهور له بقميص "الأسود" بأداء واعد رغم قلة الدقائق.

وعرفت المباراة طرد اللاعب التونسي علي عبدي في اللحظات الأخيرة بعد تلقيه لإنذارين، الثاني بسبب تحايله على الحكم المالي محاولا الحصول على ضربة جزاء أمام الحارس ياسين بونو.

هذا التحول في الأداء بين الشوطين يعكس الحاجة إلى إعادة النظر في التشكيل الأساسي والخيارات التكتيكية، خاصة وأن الجمهور المغربي، الذي يضع تطلعات كبيرة على "كان 2025"، لم يخف قلقه من هذا الأداء الباهت في فترة حساسة من التحضيرات.

الفوز على تونس يظل معنوياً ومهماً من حيث النتيجة، لكنه كشف عن ثغرات ينبغي معالجتها بجدية قبل المواعيد الرسمية، وعلى رأسها بناء منظومة هجومية أكثر فاعلية، وتدبير أفضل للتمركز في وسط الميدان، إلى جانب تعزيز الانسجام بين اللاعبين، خاصة الجدد منهم.

ستة أشهر تفصلنا عن العرس القاري، وهي فترة كافية – نظرياً – لتصحيح المسار وصقل التوليفة المثالية. لكن المؤشرات التقنية لمباراة فاس تؤكد أن طريق المنافسة القارية لن يكون مفروشاً بالورود، وأن العمل الجاد يجب أن يبدأ من الآن، بعيداً عن حسابات الفوز الودي أو الانطباع اللحظي.

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق