شهدت أسعار الذهب تراجعًا حادًا خلال الجلسة الصباحية للأسواق الآسيوية، حيث فقد المعدن الأصفر نحو 40 دولارًا للأوقية، ليُسجل سعر 3210 دولارات عند الساعة السابعة صباحًا بتوقيت مدينة دبي، وفق ما نقلته شبكة "سي إن إن الاقتصادية". هذا الانخفاض المفاجئ جاء في سياق تطورات اقتصادية وجيوسياسية جديدة أثرت على حركة الأسواق العالمية، وخاصة الذهب الذي يعتبر ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الأزمات.

تأثير تخفيض التعريفات الجمركية بين واشنطن وبكين

ساهم قرار الولايات المتحدة الأمريكية بخفض الرسوم الجمركية مؤقتًا لمدة تسعين يومًا على الواردات القادمة من الصين في إحداث هذا الانخفاض الكبير في أسعار الذهب. ويُعتبر هذا التحرك بمثابة تهدئة مؤقتة لنزاع تجاري طويل الأمد بين أكبر اقتصادين في العالم، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على توقعات المستثمرين بشأن مستقبل الأسواق.

تحذيرات من الاحتياطي الفيدرالي بشأن صدمات العرض

في سياق متصل، أدلى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، بتصريحات يوم الخميس حذر فيها من أن ما وصفه بـ"صدمات العرض" قد تدفع البنك المركزي الأمريكي للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة. وأكد باول أن هذه الصدمات قد تتكرر بوتيرة أكبر في المستقبل، ما يمثل تحديًا حقيقيًا أمام الاستقرار الاقتصادي ويدفع بالمركزي الأمريكي إلى سياسات نقدية أكثر تحفظًا.

تضخم متقلب وتباطؤ في مؤشرات الأسعار

أشارت البيانات الصادرة يوم الثلاثاء الماضي إلى أن مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة أظهر تباطؤًا عامًا في وتيرة التضخم، وذلك على مستوى السلع والخدمات التي يستهلكها المواطن الأمريكي يوميًا. ومع ذلك، أرجع عدد من الاقتصاديين هذا التراجع إلى ضعف الطلب المحلي، مما يشير إلى أن التباطؤ قد لا يكون مستدامًا على المدى المتوسط.

تداعيات مستقبلية محتملة على الأسعار والتضخم

يُتوقع على نطاق واسع أن تؤدي التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ارتفاع أسعار السلع خلال الأشهر القادمة، وهو ما قد يعزز الضغوط التضخمية. وفي حال استمر التوتر التجاري العالمي، فقد يعود الذهب للارتفاع مجددًا باعتباره أحد أبرز أدوات التحوط المالي ضد المخاطر الاقتصادية.