نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هدوء حذر في جرمانا بعد اشتباكات دامية على خلفية طائفية, اليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025 08:52 مساءً
خيّم هدوء حذر على مدينة جرمانا، ذات الغالبية الدرزية في ريف دمشق، بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، في تصعيد أعقب توترًا طائفيًا اندلع إثر خلاف بين طلاب جامعيين في محافظة حمص.
وتفاقم التوتر بعد تداول تسجيل صوتي منسوب لشيخ درزي، تضمن عبارات مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ما أثار ردود فعل غاضبة، ترافقت مع حملات تحريض سرعان ما تحولت إلى هجمات مسلحة طالت جرمانا وأشرفية صحنايا.
وأغلقت معظم المحال التجارية أبوابها اليوم، وشهدت أحياء جرمانا شبه شلل في الحركة، بعد تراجع وتيرة المواجهات المسلحة التي اندلعت قرابة الساعة الثانية فجرًا، بين مسلحين من سكان المدينة وآخرين منتسبين للأمن العام، إضافة إلى مجموعات مسلحة من الغوطة الشرقية حاولت اقتحام المدينة.
ورغم تدخل الأمن العام السوري الذي أوقف الهجوم فجر الثلاثاء وأجبر المهاجمين على التراجع، فإن الاشتباكات تجددت صباحًا بوتيرة أخف، وسُجِّل قصف بقذيفة هاون استهدف المدينة، بحسب مصادر أهلية.
وأفادت المصادر بانتشار مكثف للأمن العام في محيط المدينة، بعد توقف الاشتباكات تمامًا منذ الظهيرة، وسط تحليق لطائرة استطلاع مسيرة مجهولة المصدر، وإغلاق مداخل ومخارج المدينة أمام حركة المركبات.
تنديد درزي وتعهد حكومي
حمّلت المرجعية الدينية للدروز في جرمانا، يوم الثلاثاء، السلطات السورية “المسؤولية الكاملة عما حدث، وعن أي تطورات لاحقة أو تفاقم للأزمة”، منددة بـ”الهجوم المسلح غير المبرر الذي استهدف المدنيين الأبرياء، وروّع السكان الآمنين دون وجه حق”، وطالبت السلطات بـ”الخروج إلى الرأي العام وتوضيح ملابسات ما جرى”.
وفي بيان نُعي فيه ستة من أبناء المدينة، دعا الأهالي الجهات الرسمية إلى “تحمّل مسؤولياتها بفتح تحقيق فوري وشفاف، ومحاسبة كل من شارك وحرّض وخطّط لهذه الجريمة”.
من جانبها، تعهدت وزارة الداخلية السورية بملاحقة المتورطين في أحداث جرمانا و”محاسبتهم وفق القانون”، مع استمرار “التحقيقات لكشف هوية صاحب المقطع الصوتي المسيء للنبي محمد (عليه الصلاة والسلام)”. وأكدت في بيان: “لن نتساهل في تقديم كل من ساهم في إثارة الفوضى وتقويض الاستقرار إلى العدالة”.
مخاوف متجددة
أعادت أحداث جرمانا إلى الواجهة مخاوف الأقليات الدينية في البلاد من السلطات الجديدة، مع انتشار مقاطع فيديو لمسلحين على تخوم المدينة يهددون أبناءها الدروز بالقتل والذبح على خلفية التسجيل المسيء، رغم استنكار كبار ممثلي الطائفة الدرزية له ورفضهم مضمونه.
وترافقت الاشتباكات في جرمانا مع دعوات أطلقها حزب “اللواء السوري الدرزي” للنفير العام و”الاستعداد لحماية المواقع السكنية والمدنية ضمن محافظة السويداء”، بعد رصد ما قال الحزب إنها تحركات مشبوهة باتجاه السويداء.
كما لم يكن وقع تلك التطورات أقل وطأة على المسيحيين، إذ شهدت مدينتا حماة وحمص احتجاجات غاضبة تخللتها شعارات طائفية وتحريضية، هدّدت علنًا الأقليات من المسيحيين وأبناء الطائفتين الدرزية والعلوية.
وقد تشكل أحداث جرمانا مقدمة لتوترات أوسع نطاقًا تهدد النسيج المجتمعي الهش في سوريا، في ظل غياب الثقة بين مكونات المجتمع والجهات الرسمية، التي فشلت مجددًا في احتواء توترات ذات طابع طائفي، أو كبح جماح فصائل مسلحة موالية لها ساهمت في تأجيج التصعيد.
الشيخ حكمت الهجري يدين مجازر جرمانا: يدعو لمحاسبة المحرّضين ويحمّل السلطة مسؤولية الانفلات الأمني
وفي السياق، أدان الشيخ حكمت سلمان الهجري، الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين الدروز في سوريا، المجازر التي وقعت في مدينة جرمانا مؤخرًا، واصفًا إياها بـ”الاعتداءات الإرهابية التكفيرية التي تستهدف السلم الأهلي وتبث الفتنة والاقتتال الطائفي”. ودعا إلى محاسبة جميع المتورطين في تلك الاعتداءات، محذرًا من أن “نار الفتنة ستأكل الجميع”.
وفي بيان صدر عنه اليوم الثلاثاء من بلدة قنوات في جبل العرب، أعرب الشيخ الهجري عن أسفه لما وصفه بـ”انشغال السوريين ببعضهم البعض، وتبادل الاتهامات والتخوين والتحريض”، مؤكدًا أن “من يطلب حقه يُهاجَم، ومن ينتقد يُجرَّم، في وقت لا تزال فيه مفاسد النظام البائد مخيمة على الأداء الحالي”، محمّلًا السلطات الجديدة مسؤولية تصاعد التحريض الطائفي، وغياب الأمن، وغياب المحاسبة الجادة للمحرّضين والجناة.
وأضاف أن الشعب السوري “لم يجنِ حتى الآن ثمار الانتصار، ولم تُبنَ دولة القانون والعدالة التي طمح إليها”، مشيرًا إلى أن “الفكر الإقصائي واللون الواحد لا يزال يهيمن على المشهد السياسي، مما يزيد من هشاشة اللحمة الوطنية ويعمّق الانقسامات المجتمعية”.
ودعا الهجري إلى عدالة انتقالية حقيقية، لا بمعناها الانتقامي، بل باعتبارها وسيلة لـ”توزيع عادل للمهام، ومنح الكفاءات الوطنية فرصة للبناء، ووقف الفوضى الأمنية والسياسية”.
كما طالب السلطات السورية بـ”إيقاف كل أشكال التحريض الطائفي، ومحاسبة من يستغل الفتن لتسويغ العنف والإرهاب”، مؤكدًا أن “لا أحد مفوّض بالحديث باسم غيره، وكل إنسان يُحاسب على فعلته دون تعميم أو وصم جماعي”.
وختم بيانه بالدعوة إلى الوحدة الوطنية والتعاون بين أبناء الشعب السوري، مشددًا: “نحن لسنا أبناء البارحة، بل أبناء عيش مشترك منذ قرون، وما يجري لا يشبهنا ولا يمثلنا”.
المصدر: مواقع
0 تعليق