فيديو - قصة تقارب بين تونس و هولاندا... برؤية السفيرة جوزفين فرانتسن

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فيديو - قصة تقارب بين تونس و هولاندا... برؤية السفيرة جوزفين فرانتسن, اليوم الجمعة 20 يونيو 2025 05:10 مساءً

فيديو - قصة تقارب بين تونس و هولاندا... برؤية السفيرة جوزفين فرانتسن

نشر في تونسكوب يوم 20 - 06 - 2025

tuniscope
في تونس، تنبض فيلا "مونا" بالتاريخ والفن والصدق. في هذا المنزل الرمزي، الواقع عند تقاطع التراث التونسي والتصميم الهولندي، التقت عبير فارس، رئيسة التحرير، بالسفيرة جوزفين فرانتسن، سفيرة هولندا في تونس. مسيرتها، شخصيتها المشعة، ونهجها الإنساني في ممارسة الدبلوماسية، تقدم قراءة جديدة للعلاقات التونسية الهولندية.
السفيرة فرانتسن، التي كانت صحفية في السابق، تجسد دبلوماسية القرب من الناس. تقول: "ما زلت أحتفظ بشغفي للحوار الصادق والقصص الحقيقية. هنا، كل لقاء له قيمته". في صالونها المضيء، تجذب انتباه الزائر لوحتان مائيتان لمسجدين في جزيرة جربة. تقول: "هذان العملان من إنجاز والدي، وقد رسمهما خلال أول زيارة لنا إلى تونس عندما كنت في الثانية عشرة من عمري". وعندما تُسأل عن عاداتها اليومية في تونس، تبتسم قائلة: "أحببت المقاهي الصغيرة، والحلويات المحلية بالبندق، وخاصة فن العيش المشمس. هنا، حتى في أصعب اللحظات، يجيبك الناس بابتسامة: 'كل شيء على ما يرام'."
كما تتحدث عن التباينات الثقافية بروح مرحة: "في هولندا، نتناول العشاء في الساعة السادسة مساء، وغالبًا ما يقتصر على خبز وجبن. أما هنا، ففي تلك الساعة بالكاد يبدأ التفكير في تحضير الطعام! التونسيون أكثر دبلوماسية، ونحن الهولنديون أكثر صراحة. لكن هذا الاختلاف يخلق تواصلاً صادقًا ومثمرًا."
الحواس لا تكذب حين تصف تونس. صورة؟ "بلد ملون، يغمره الضوء، غني بالتناقضات." رائحة؟ "رائحة الأعشاب الجافة." طعم؟ "قوة الكسكسي، والشمس في كل ثمرة." صوت؟ "أذان المغرب، مريح وعميق."
ببساطة، تعيش السفيرة تجربة إنسانية متكاملة. وعلى بُعد عام من انتهاء مهمتها، تؤكد: "إذا كنتُ قد ساهمت في تقريب شعوبنا، وفي دفع المشاريع نحو الأمام، خاصة تلك التي تخص الشباب، وفي الترويج للثقافة، فسأغادر راضية."
جوزفين فرانتسن لا تمثل دولة فقط، بل تبني روابط وتمنح المعنى وتقيم جسورًا دائمة بين ضفتي المتوسط. وجه من وجوه الدبلوماسية المشرق، تمامًا كالشمس التي تحتفي بها في تونس.
منذ توليها المنصب في أغسطس 2022، تصف تونس بأنها بلد في مرحلة انتقالية، يتمتع بالمرونة والديناميكية. "منذ وصولي، قمنا بتعزيز علاقاتنا في مجالات متعددة: السياسة، الاقتصاد، المجتمع، وخاصة على المستوى الإنساني." وتشير إلى زيارات رفيعة المستوى، مثل زيارة رئيس الوزراء الهولندي سنة 2023 في إطار "فريق أوروبا"، وأيضًا الزيارة المرتقبة لوزيرة التجارة الدولية في فبراير 2025. وقد أُعجبت بالطاقة التونسية، خاصة خلال زيارتها لمحمية "بن إسماعيل"، وهي مؤسسة زيتون مدعومة من صندوق هولندي عبر البنك الدولي.
تمر 68 سنة من العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين، ولكن "الفرق الحقيقي يكمن في جودة التفاعل على الأرض." ومن بين الأولويات الواضحة: تشغيل الشباب والنساء. "نحن نؤمن إيمانًا راسخًا بقدرات الشباب التونسي. تهدف مشاريعنا إلى تمكينهم من الإبداع والابتكار والمبادرة."

وفي هذا السياق، يتميز النهج الهولندي بالمشاركة. "الشباب ليسوا مجرد مستفيدين، بل هم شركاء في الإبداع. يحددون احتياجاتهم، ويقترحون أفكارهم، ويشاركون في التنفيذ." يتجلى هذا النهج خاصة في مجال الزراعة المستدامة. "ندعم الشباب الذين يرغبون في إطلاق مشاريعهم الصغيرة في الصناعات الغذائية الزراعية، من خلال تسهيل الوصول إلى الأرض والتدريب."
ويُعد القطاع الزراعي أحد المجالات التي تحمل توقيعًا هولنديًا واضحًا في تونس. "نموذجنا مبتكر ومرن. ننظم تبادلات بين مراكز البحث الهولندية والفاعلين التونسيين لتحديث الممارسات."
لكن الاقتصاد لا يقتصر على الزراعة فقط. فهناك أيضًا قطاعات النسيج والتكنولوجيا، والتي تُعد من الأعمدة الأساسية. "حوالي 95 شركة هولندية تنشط في تونس. بعضها موجود منذ السبعينات، خاصة في منطقة بنزرت. وقد تمكنت من الاندماج بشكل جيد، مع خلق حوالي 15 ألف وظيفة مباشرة."
ويتغذى هذا التاريخ الصناعي من روابط إنسانية قوية. "الرواد الهولنديون الذين استقروا هنا منذ أكثر من 40 عامًا أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من المجتمع التونسي. فهم يستثمرون ويبتكرون، ولكنهم أيضًا يشاركون ويدعمون."
أما الثقافة، فهي أيضًا وسيلة للربط بين الشعوب. وتسلط السفيرة الضوء على معرض "وورلد برس فوتو" الذي أُقيم في تونس: "في ظل السياق الجيوسياسي الحالي، كان عرض الصورة الفائزة الملتقطة في غزة عملاً ذا دلالة قوية. فالفن له قدرة فريدة على فتح القلوب والعقول."

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق