صعّدت إيران من نبرتها تجاه واشنطن وتل أبيب، محذرة من أن أي تدخل عسكري أمريكي مباشر إلى جانب إسرائيل ستكون له تبعات خطيرة، في تهديد إيراني متجدد بتحريك أذرعها في اليمن والعراق ولبنان.

وقال وزير الخارجية الإيراني، السبت، إن بلاده تعتبر الولايات المتحدة شريكًا في العدوان الإسرائيلي "منذ يومه الأول"، مشيرًا إلى امتلاك طهران "مؤشرات واضحة" على تنامي هذا الدور. وأضاف أن أي مشاركة أميركية محتملة في العمليات العسكرية ستُقابل بعواقب وخيمة "على الجميع"، حسب وصفه.

وفي ما يتعلق بالمفاوضات النووية، أكد الوزير الإيراني أن استئناف المحادثات مع واشنطن "ليس ممكنًا في ظل القصف المستمر على الشعب الإيراني"، مشددًا على أن العودة إلى المسار التفاوضي مرهونة بوقف العدوان أولاً.

كما أبدى استعداد طهران للعودة إلى تسوية تفاوضية مماثلة لاتفاق عام 2015، إذا توفرت الظروف الملائمة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن إسرائيل "تسعى لإفشال أي حل سلمي للأزمة".

من جانبها، نقلت شبكة "إن بي سي" الأميركية عن مسؤول في الإدارة الأميركية، أن اتصالات جرت بين واشنطن وطهران خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكنها لم ترقَ إلى مستوى مفاوضات رسمية. وأضاف المصدر أن طبيعة هذه الاتصالات لا تزال غير واضحة، وسط حالة من الحذر داخل البيت الأبيض بشأن خطوات طهران المقبلة.

في موازاة ذلك، كشفت شبكة "سي إن إن" نقلًا عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، أن تحريك قاذفات "بي-2" الاستراتيجية لا يعني بالضرورة أن هناك عملية عسكرية وشيكة، بل يأتي في إطار توفير خيارات إضافية للرئيس ترامب في حال تطورت المواجهة.

وفي تطور متصل، هدّد المتحدث باسم "عملية الوعد الصادق 3" الإيرانية الإسرائيليين بشكل مباشر، داعيًا إياهم إلى "الهروب من مستنقع نتنياهو"، متوعدًا بأن "الموت مصير محتوم" لكل من يشارك في العدوان على إيران.

ميدانيًا، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مواصلة استهداف منظومات الطائرات المسيرة ومستودعات الأسلحة في منطقة بندر عباس جنوب إيران. فيما وصف الناطق باسم مقر "خاتم الأنبياء" الإيراني إرسال أي دعم عسكري إلى إسرائيل بأنه مشاركة مباشرة في العدوان.

وفيما يتعلق بسلامة المنشآت النووية، نفى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، وجود أي تسرب إشعاعي، مؤكدًا أن المواقع المستهدفة من قبل إسرائيل تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إلا أنه أبدى تشكيك بلاده في حياد الوكالة، وأعلن إرسال رسالتين إلى مديرها العام رافائيل غروسي، مطالبًا بإدانة صريحة للهجمات الإسرائيلية، محذرًا من "تبعات يتحملها هو والوكالة في حال استمرار الصمت".

وفي سياق أمني داخلي، أعلنت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن الحرس الثوري اعتقل شخصًا يُشتبه بعمله لصالح الموساد الإسرائيلي في محافظة مازندران شمال البلاد. وذكر البيان أن المقبوض عليه تلقى تدريبات استخباراتية خارج البلاد، وضُبطت بحوزته أجهزة اتصال وتجسس متطورة.