في تطور سياسي يحمل أبعادًا إقليمية كبيرة، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من العاصمة اليونانية أثينا، عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة بين مصر واليونان، وذلك خلال لقائه مع رئيس البرلمان اليوناني كونستانتينوس تاسولاس. تأتي هذه الخطوة في إطار سعي البلدين إلى تعميق التنسيق السياسي وتعزيز الاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط التي تشهد توترات متصاعدة.

علاقات تاريخية تُترجم إلى واقع ملموس

أكد الرئيس السيسي خلال كلمته أن العلاقات المصرية اليونانية تمتد بجذورها في التاريخ، مشيرًا إلى أن الدولتين تمتلكان قاعدة صلبة لتعزيز تلك الروابط على مختلف الأصعدة. وشدد على أهمية تحويل هذه العلاقات الوثيقة إلى تعاون مؤسسي واستراتيجي يخدم مصالح الشعبين، خصوصًا في ظل المتغيرات السياسية والأمنية التي تمر بها المنطقة.

توقيع إعلان مشترك اليوم

أوضح الرئيس المصري أن الاتفاقية الجديدة ستمثل إعلانًا مشتركًا يعكس إرادة سياسية قوية من الطرفين للمضي قدمًا في مسار التحالف. ويُنتظر أن يُوقع الجانبان على الاتفاقية في وقت لاحق من اليوم الأربعاء، ضمن مراسم رسمية تعكس جدية الخطوة وأهميتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.

لقاء مرتقب مع رئيس الوزراء اليوناني

ومن المقرر أن يعقد السيسي اجتماعًا مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، وذلك بعد أكثر من عام من التوافق الثنائي على إنشاء مجلس تعاون مشترك يضم كبار المسؤولين في البلدين. ويهدف هذا المجلس إلى وضع آليات واضحة لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد، الدفاع، الطاقة، والأمن البحري.

موقف موحد في زمن التوترات

قال مسؤول في الحكومة اليونانية، في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء، إن اللقاء سيؤكد على الموقف المشترك لكل من القاهرة وأثينا بضرورة احترام القانون الدولي. ويأتي هذا التأكيد في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة، والتوترات الجيوسياسية التي تمزق المنطقة. ويُنتظر أن تبرز الاتفاقية كعنصر توازن سياسي يُسهم في دعم الاستقرار في منطقة تعاني من صراعات متشابكة.