الإيطاليون يؤجلون الإنجاب.. وروما تتقدم في السّن

الإمارات اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإيطاليون يؤجلون الإنجاب.. وروما تتقدم في السّن, اليوم الاثنين 26 مايو 2025 03:22 صباحاً

في الوقت الذي تُكافح إيطاليا للتغلب على مشكلة انخفاض معدل المواليد، والتعامل مع شيخوخة السكان المتسارعة، كشف تقرير أن عدداً قياسياً من الشباب يهاجرون هرباً من سوق العمل المُنهكة في البلاد، وأفادت وكالة الإحصاء الوطنية الإيطالية بأن نحو 21 ألف إيطالي، تراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً، هاجروا إلى الخارج في عام 2023، بزيادة قدرها 21% على العام السابق، وهو رقم قياسي جديد في أعداد المغادرين، في وقت قالت وكالة حكومية تُعنى بالشيخوخة إن إيطاليا تتقدم في السن، في وقت يؤجل الإيطاليون الإنجاب.

هجرة الشباب

أكثر من نصف المهاجرين حاصلون على شهادات جامعية، ما يُسبب هجرةً للأدمغة قد تُضعف مساعي إيطاليا لتطوير اقتصادها، ووفقاً لأرقام وكالة الإحصاء الإيطالية، فقد هاجر أكثر من مليون إيطالي خلال العقد الممتد من عام 2014 إلى عام 2023، من بينهم 367 ألف شاب، منهم 146 ألف خريج.

تقول إيرين فاري (21 عاماً)، التي تخطط لدراسة الماجستير في التنمية الدولية في البرتغال، العام الجاري، بعد تخرجها في جامعة إيطالية: «جميع معارفي يعيشون في الخارج، لأن العثور على عمل في إيطاليا أصعب، وفرص إيجاد بيئة عمل شابة وأكثر ديناميكية أقل».

الوجهة الرئيسة للخريجين الشباب الإيطاليين هي ألمانيا، حيث توجه إليها 3000 خريج في عام 2023، تليها المملكة المتحدة بـ2400 خريج، ثم سويسرا بـ2300 خريج، وإسبانيا بـ1900 خريج.

خطة ميلوني

ويُقوّض هذا النزوح خطة رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، لتعزيز اقتصاد البلاد، الذي نما بنسبة 0.7% فقط العام الماضي، وهذا أقل بكثير من معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي البالغ 3.2% في إسبانيا، التي تشهد طفرة اقتصادية بعد جائحة «كوفيد-19».

إيطاليا ليست في وضع يسمح لها بفقدان الخريجين، إذ يبلغ معدل الالتحاق بالجامعات فيها 21.6%، أي ما يقارب نصف معدل إسبانيا وفرنسا.

وأشارت ميلوني إلى نمو معدل التوظيف بنسبة 1.5% في إيطاليا العام الماضي، ما يعني دخول 352 ألف شخص إضافي إلى سوق العمل، ومع ذلك، جادل النقاد بأن العديد من الوظائف الجديدة كان من نصيب من تجاوزوا الـ50 من العمر، مع استبعاد الشباب.

بدورها، أفادت وكالة الإحصاء الإيطالية بأنه على الرغم من النمو الاقتصادي المحدود، فإن ما يقرب من ربع السكان معرضون لخطر الفقر أو «التهميش الاجتماعي» في إيطاليا، وأن المناطق الجنوبية الفقيرة تقليدياً في البلاد هي الأكثر عرضة للخطر.

انخفاض المواليد

ومع انخفاض عدد المواليد مجدداً إلى 370 ألفاً العام الماضي، وهو ما يعادل أكثر بقليل من نصف عدد الوفيات، فقد أصبح ربع السكان الآن في سن 65 عاماً أو أكثر، وفقاً لبيانات المعهد الوطني للإحصاء، وأضاف التقرير أنه وللمرة الأولى، يفوق عدد من تزيد أعمارهم على 80 عاماً عدد الأطفال دون سن الـ10 سنوات.

ويعيش ثلثا الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، والذين لايزالون يقيمون في البلاد، مع والديهم، وصرّحت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية اليومية الرائدة: «ليس هناك شيء إيجابي يمكن العثور عليه في تقرير معهد الإحصاء لهذا العام، على الرغم من أننا بذلنا جهداً في البحث عنه».

وتواجه حملة ميلوني لتعزيز معدل المواليد في إيطاليا صعوبات، حيث تظهر إحصاءات جديدة أن معدلات المواليد تتراجع إلى مستويات قياسية منخفضة، حيث يؤجل الإيطاليون الإنجاب، ولم يعد المهاجرون يشكلون نسبة كبيرة في عدد السكان.

وباستثناء المواليد لأبوين مولودين في الخارج، يكون معدل الخصوبة للأزواج الإيطاليين أقل، حيث يبلغ المعدل 1.14، وفقاً لمعهد الإحصاء الإيطالي، ولطالما أسهم المهاجرون في تعزيز معدل المواليد في إيطاليا، حيث بلغت نسبة الأطفال المولودين لأبوين غير إيطاليين 13.5% من إجمالي المواليد العام الماضي، بإجمالي يزيد قليلاً على 51 ألف طفل، لكن حتى المهاجرين صاروا ينجبون عدداً أقل من الأطفال، فقد انخفض إجمالي العام الماضي بنسبة 35.6% عن عام 2012، ومع إنجاب العديد من النساء في إيطاليا طفلهن الأول في الثلاثينات من العمر، فقد أفاد معهد الإحصاء الإيطالي بأن الأزواج يؤجلون تكوين أسرة، بسبب صعوبة إيجاد عمل مستقر وسكن.

كلفة إعالة الطفل

ويقول أحد الخبراء في المجال السكاني «تبلغ كلفة إعالة الطفل من الولادة وإلى سن 18 عاماً اليوم 178 ألف يورو، ومن يستطع تحمل التكاليف يشاهد أطفاله يهاجرون غالباً لإثراء الناتج المحلي الإجمالي لدول أخرى».

ويقول رئيس «لونجيفا الإيطالية»، روبرتو بيرنابي، وهي وكالة حكومية تُعنى بدراسة الشيخوخة، إن الوقت قد فات للتركيز على المواليد، ويضيف: «ستستغرق العودة إلى متوسط إنجاب طفلين جيلين كاملين، وفي الوقت نفسه، تتقدم إيطاليا في السن، حيث يبلغ عدد من تجاوزوا الـ90 عاماً مليون شخص من أصل 59 مليون نسمة»، وتابع: «لقد قفز عدد من تجاوزوا الـ100 عام من 20 ألفاً العام الماضي إلى 22 ألفاً العام الجاري 2025».

ويختتم تعليقه بقوله «الجديد هو أننا نتمتع الآن بصحة جيدة تراوح بين 20 و30 عاماً إضافية، دعونا نستغل هذه السنوات لتعويض خسارة الناتج المحلي الإجمالي الناجمة عن نقص الشباب. تبرعوا بـ100 مليون يورو لإطلاق 100 شركة ناشئة لمن تجاوزوا الـ65 من العمر، الأمر سهل، وسترون النتائج غداً صباحاً». عن «تايمز» اللندنية

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق