توصل علماء الفضاء إلى رصد مباشر لظاهرة "التآكل الجوي" على كوكب المريخ، في إنجاز علمي نادر يسلّط الضوء على أحد أهم أسباب اختفاء الغلاف الجوي والمياه من الكوكب الأحمر، بحسب دراسة حديثة نُشرت في مجلة Science Advances.

وجاء الاكتشاف نتيجة تحليل معمّق لبيانات جمعتها مركبة "مافن" التابعة لوكالة "ناسا" على مدى تسع سنوات، حيث أظهرت أن الرياح الشمسية، نتيجة غياب درع مغناطيسي قوي لدى المريخ، تصطدم بطبقاته الجوية العليا وتدفع بجزء من مكوناته إلى الفضاء.

وركز الفريق البحثي، بقيادة الدكتورة شانون كاري من جامعة كولورادو، على سلوك غاز الآرغون، حيث لاحظ تقلبات حادة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، خصوصًا في نظائره الأخف وزنًا، ما يشير إلى فقدان تدريجي بفعل التآكل المستمر.

وتضاعفت مؤشرات هذه الظاهرة خلال عاصفة شمسية ضربت الكوكب في يناير 2016، ما يدعم فرضية أن مثل هذه العواصف كانت أكثر شيوعًا وشدة في العصور الأولى للنظام الشمسي، وساهمت بشكل كبير في تجريد المريخ من مقومات الحياة.

ووفق الدراسة، فإن معدلات فقدان الغلاف الجوي تفوق التقديرات السابقة بأربعة أضعاف، ما يقدم تفسيرًا أكثر دقة لتحول المريخ من عالم كان يحتمل أن يكون صالحًا للحياة، إلى كوكب جاف وبارد.

ويؤكد هذا الإنجاز أهمية دراسة تأثير الرياح الشمسية على الكواكب، لفهم تطورها وإمكانية استضافتها للحياة، سواء داخل النظام الشمسي أو خارجه.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك